آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:34 ص

المقال الثاني

عبد الرزاق الكوي

استمرار لقراءتي في موضوع المقال وفنه وأسلوبه وأهمية ان يكون المقال بمواصفات تفيد القارئ. وقبل الخوض في هذا الموضوع استسمحكم واود ان اقدم جزيل الشكر والامتنان للقائمين على الموقع المحترم والأخوة الكرام الذين تفضلوا بالاتصال او الإرسال داعمين ومشجعين للمقال الاول وللاستمرار، اتمنى من الله عز وجل التوفيق وبدعائكم من اجل ان أكون عند حسن الظن وان ارتقي الى المستوى الذي نتمناه بدعمكم، فلا زلت اعتبر نفسي ضيف متواضع يتعلم وإكرام الضيف عند اهل الكرم ثلاث مقالات او اكثر حسب كرمكم. فالكتابة المتقنة حرفة ليس ببسيطة وفن راقي لمن أراد ان يكون مقاله جاد وهادف فقراءة ايام ومسودة طويلة تصل الى عشرات الأوراق تخرج منها بمقال تتمنى ان يحظى بالقبول والرضا بين الكم الهائل مما يكتب

فهذه خلاصة قراءة ايام أردت ان أستفيد منها في الأيام القادمة من اجل الاستمرار وأضعها بين يدي من له رغبة ان يبتدئ في هذا الفن الراقي.

فكتابة المقال يوجد قسمين هو المقال الذاتي والمقال الموضوعي. المقال الذاتي تظهر فيه شخصية الكاتب بشكل واضح وقوي من خلال عرض القضايا ويطلق عليه أيضا مصطلح البيان الشخصي، وهذا النوع الأكثر شيوعا يعبر عن القدرة على الكتابة في هذا النوع من المقالات مهارة جديرة بالاهتمام حيث تظهر هوية الكاتب بتعبيره عن الذات من خلال كلماته، ويحتاج فيها الكاتب لمهارات خاصة، مثل القدرة على توصيل الفكرة الواضحة للقارئ.

اما المقال الموضوعي، يبعد فيه الكاتب عواطفه الشخصية ويقدم الحقائق والحجة بموضوعية دون تحيز لجانب على آخر ولا تقبل اي آراء او وجهة نظر شخصية ويكون الموضوع مدعوما بالمراجع والأدلة المثبتة بأسلوب علمي يجمع مادته وهي الأغلب من العلوم الطبيعية او الإنسانية.

هذا الفن الراقي والدقيق وهو المقال يقدم فيه قطعة فنية متخصصة ومتناسقة مصقولة بجد ومثابرة وعرض شيق تقدم الى القارئ بسلاسة وخفة.

فكتابة المقال كفن وإحساس بالكيف وليس بالكم فهو ليس موضوع انشاء رب مقال يكتب بإحساس صادق خير من عشر مقالات تعتمد على حشو كلمات.

فالثقافة الشاملة والتأني في الكتابة والتزود بالمعلومات الوافية للموضوع تخرج موضوعا جيدا ليس مهم ان يكتب يوميا او أسبوعيا المهم جودت المقال بعيدا عن الإثارة الزائدة سواء في العنوان او الموضوع او الأفكار، لان القارئ الواعي سيحكم في النهاية على المقال من زاوية موضوعية ولا يهمه الا الحقائق والبراهين والأدلة التي يتضمنه المقال. ولهذا يحتاج القارئ الى سلاسة الموضوع وسهولة فهم الجمل مبتعدا فيها الكاتب عن التعقيد والغموض والاختصارات المعقدة التي تحتاج الى توضيح وتبسيط ينفر منها القارئ. 

فليس كل قارئ ملم بالمصطلحات وومتمكن في اللغة يرغب في قراءة سريعة بلغة مفهومة ومعلومة يستوعبها، بأسلوب ادبي ينتقي فيها الألفاظ والعبارات وحسن تنسيقها وجمال اسلوبها باستخدام الخيال الأدبي. او بطريقة علمية يعتمد فيها الكاتب على إبراز الحقائق بصورة جذابة ودقة وموضوعية في صياغة الجمل، واختيار عنوان يناسب هذا المقال، فالعنوان مهم يظهر الموضوع ويجذب القارئ.

وفي الختام لا بد من قراءة المقال بعد الانتهاء من كتابته بمنتهى الدقة للتأكد ان المقال خالي تماما من الأخطاء الإملائية وقدر الإمكان اللغوي. ومراجعة الألفاظ والمعاني الغريبة او في ترتيب افكار المقال.

اعاننا الله واياكم لتقديم الصالح.