آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

ما الأثر الاقتصادي للهيئات الأربع؟ ”6“

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

تقدر مساهمة صناعة المؤتمرات والمعارض في الاقتصاد السعودي بنحو 8,6 مليار ريال سعودي ”2,3 مليار دولار“، وتوظف نحو 40 ألف شخص، فيما تتجاوز مساهمة القطاع عالميا 1,5 تريليون دولار، تنتج عن مبيعات تتجاوز 2,5 تريليون دولار، وتوظف نحو 26 مليون شخص. وستقوم الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات بمهمة الدفع بقطاع اقتصادي لطالما كنا ننظر له باعتباره هامشيا، على الرغم من أن الأرقام الآنفة الذكر تبين أننا نتحدث عن صناعة مكتملة الأركان، فهي تولد قيمة تساهم في تنويع الاقتصاد، وتوفر فرص عمل وفرص استثمار، وتنافس أنشطة اقتصادية أخرى من حيث الإيرادات والأثر الاقتصادي.

ولا بد من الإشارة إلى أن إنشاء هيئة متخصصة للعناية بقطاع المعارض والمؤتمرات شأن يثير الشجون، فهو ينطوي على انفتاح وترحيب بما يجلبه هذا النشاط لاقتصادنا الوطني، بعد أن كنا زاهدين به، ودرجنا على حضور المعارض والمؤتمرات والندوات وورش العمل والملتقيات في شتى بقاع الأرض، وفي ذات الوقت لا نتحمس كثيرا لإقامتها هنا. وهكذا، فستكون المهمة الأولى للهيئة الوليدة أن تلملم شتات هذا القطاع من حيث التشريعات والتنظيمات وتتيح الممكنات والحوافز، ولا بأس من أن تعد استراتيجية تتولد عنها برامج ومبادرات للحاق بالركب، وحتى ينافس هذا القطاع بقية قطاعات الاقتصاد الوطني في جلب المنفعة والقيمة وفي توليد الوظائف، وتنشيط الحيوية الاقتصادية عبر استقطاب المشاركين في المؤتمرات والندوات والمعارض. وبالقطع فلن يفوت على معدي تلك الاستراتيجية الارتقاء للمناسبة العالمية، التي ستستضيفها المملكة وهي قمة ال20، ولعلها تستهدف استضافة ”الاكسبو“ في عام 2030، بصورة متواكبة مع الوصول لخط النهاية لـ ”رؤية المملكة 2030“، التي أحدثت حراكا اقتصاديا نوعيا، وفتحت آفاقا وفرصا لمستقبل واعد - بإذن الله.

ويمكن الجدل أن الفرصة ما زالت متاحة أمام هذا القطاع ليمارس دورا مهما في المنطقة العربية، خصوصا ملتقى القارات الثلاث على وجه العموم، آخذا في الاعتبار أن نصيب المنطقة من هذه الصناعة ما زال محدودا، إذ لا تتجاوز حصة منطقتنا 26 مليون مشارك في المعارض والمؤتمرات، بما لا يزيد كثيرا على ال1 في المائة من إجمالي 1,5 مليار مشارك عالميا، ولا بد هنا من الإشارة إلى أن إحدى ركائز الرؤية هي أن وطننا نقطة التقاء ثلاث قارات، حصتها من هذه الصناعة يناهز المليار مشارك. وهذا يشير إلى الأفق الرحب، والسوق الهائلة، التي بوسع قطاع المؤتمرات والمعارض السعودي أن ينهل منها المكاسب إذا ما أعمل الفكر وبذل الجهد.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى