آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

المجلس البلدي وماذا عن جزيرة تاروت؟

أحمد منصور الخرمدي *

ما يزيد عن المائتي ألف نسمة والثلاثين من البلدات والقرى والأحياء المترامية الأطراف والتي تقع في إطار حدودها الجغرافي يحيطها البحر، بجزيرة تاروت ذات المساحة والكثافة السكانية الواسعة.

جزيرة تاروت التي اعتبرها المؤرخون القدماء أكبر جزيرة وشددوا على أنها الأكبر في الخليج العربي بعد مملكة البحرين وهي مدونة تاريخيآ بأكثر من معجم وبحث بمختلف اللغات والترجمات القديمة والمعاصرة.

جزيرة تاروت من أقدم البقاع التي عاش فيها الإنسان وهي معروفة لكل مؤرخ وباحث لشبه الجزيرة العربية والخليج والتي يقدر عمرها بأكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ومساحتها الخمسة والسبعون كيلومتراً مربعاً والتي توسعت رقعة أراضيها عدة كيلومترات بعد الدفن الذي استمر عدة سنوات ولا زال محدثاً تغييرات في معالمها الجغرافية والتاريخية والأثرية العريقة، للأسف الشديد، حيث القضاء على المانجروف وهو ما يعرف بأشجار القرم، التي تحمي الثروة السمكية وهي الحاضنة لتكاثره.

جزيرة تاروت وهو اسمها اللامع والجميل ومن بلداتها وأحياءها وقراها البارزة، تاروت، سنابس، الربيعية، دارين، الزور، الديره، الدشه، الحوامي، الفسيل، أرض الجبل، الحسينية، الوقف، باشلامه، النجيمه، الجفره، فريق ابو براه، الخارجيه، فريق الأطرش والسكنية الجديدة، الدخل المحدود، تركيا أ، ب، ج، د، تركيا الصناعية، المنيره، المزروع، المناخ، الشاطئ، المشاري، والأحياء الجديدة التي لا يحضرني مسماها الآن.

جزيرة تاروت والتي هي منذ القدم، ملتقى العشاق والناظرين ومتنفس لكل كبير وصغير وبجمال طبيعتها وبساتينها بثمارها الزاهية ومياها عيونها الإرتوازية العذبة ونقاء هواءها الساحر وجوها اللطيف، ودفء سواحلها وقدم آثارها واصالة تراثها وطيب أهلها، مقصد السواح والزائرين من العرب وجميع الجاليات الإسلامية والغربية وبما يحتضنه تراب أرضها من آثار قديمة وقلاع وحصون معاصرة كقلعة تاروت «قصر تاروت» وقلعة دارين «قصر محمد بن عبد الوهاب» والعديد من المواقع الأثرية والتراثية ومن أبرزها تاريخيآ المطار الأول في المنطقة والذي كان يقع مباشرة في الساحل الشرقي بجزيرة تاروت ويسمى مطار الرفيعة أو مطار دارين التاريخي، والمتاحف الأثرية الشخصية كمتحف فتحي البنعلي بأسم «مركز الزوار بدارين» ومتحف ومرسم محمد المصلي بمنزله ومرسم الفنان عبد العظيم الضامن صاحب لوحة محبة السلام وغيرهم من المهتمين بالتراث والفنانين التشكيليين والحرفيين البارزين على الساحة الفنية من الجنسيين، ومفرش حراج سوق السمك الكبير والأقدم الذي يتوسط الجزيرة وميناء دارين التاريخي وميناء الزور، ومن دور العبادة حيث تشتهر جزيرة تاروت بمساجد قديمه مثل مسجد الخضر بالربيعيه وهو أكبر المساجد وأعرقها على مستوى المنطقة وكذلك مسجد الشيخ علاء بتاروت الدشه ومسجد الشيخ محمد بسنابس وما قد اندثر بسبب الإهمال كالعين العوده وحمام باشا والحلقوم والعوينة التي يرمي الأطفال بها دوخلتهم يوم عيد الأضحى من كل عام والوزارة وعين أم الفرسان وغيرها العديد، كما هي الآن تحتضن الأعداد الكبيرة من السكان من مختلف الأماكن القريبة والبعيدة حيث التوسع العمراني حتى أصبح يقطنها العوائل الكبيرة من مختلف الطبقات ومن مختلف البلدات القريبة والبعيدة كما أنها تتميز بنوادي رياضية وصلت إلى الدوري الممتاز ومثلت الوطن في أكثر من محفل عالمي مشرف «نادي الهدى بتاروت، ونادي النور بسنابس ونادي الجزيرة بدارين» كما فيها أنشطه رياضية وفنية وتنموية ومنتديات ثقافية وأدبية «منتدى الثلاثاء الثقافي» ممن أكتسب ريادة أدبيه ليست على مستوى المنطقة ودول الخليج فحسب بل أمتد نشاطه الثقافي والأدبي إلى أبعد من ذلك وراعي المنتدى الناشط الإجتماعي المعروف المهندس جعفر محمد رضي الشايب رئيس مجلس بلدي سابق، وكذلك ممن برز على الساحة الثقافية والأدبية في السنوات الأخيرة «منتدى النورس الدولي» مؤسسه المؤرخ الدكتور علي بن إبراهيم الدرورة ومهرجانات صيفية، مهرجان شامخ مهرجان الدوخلة للتراث والثقافة والذي امتد لسنوات عدة ثم أوجل النشاط حتى إشعار آخر، ومجمعات تجارية متنوعة كما في جزيرة تاروت ثلات جمعيات خيريه، جمعية تاروت الخيريه جمعية البر بسنابس جمعية البر بدارين ولجنة التنمية الإجتماعية الأهلية بسنابس، والتي تقام فيها انشطة تثقيفية وتوعية متعددة طوال أيام الأسبوع ولا يخفى على أحد ما تملكه جزيرة تاروت من رجال وسيدات أوفياء لوطنهم ومجتمعهم من علماء دين واطباء ومفكرين ورجال أعمال وشخصيات إجتماعية فاعلة من أدباء وشعراء وطاقات شبابية مخلصة ونشطه في جميع المجالات التي تخدم الفرد والمجتمع والأمة بوجه عام والتي نالت نظير جهودها أعلى درجات التفوق والإمتياز والإشادة والتكريم، من داخل الوطن وخارجه.

إنني بهذا التنويه المتواضع والبسيط أحببت أن أنقل لأعضاء المجلس البلدي الموقر وبما يملكه من حس وطني وخدمي حضاري وكذا أجتماعي متعاون، ما يتطلع إليه أهالي جزيرة تاروت بشغف كبير زيارة أعضاء مجلسكم الكريم بأقرب فرصه ممكنه وكرمآ منكم بتوجيه الدعوة لبعض مسؤولي الدولة من الجهات الحكومية المعنية في الشأن البلدي وكذلك أن أمكن الصحي والتعليمي والسياحة والأثار والتنميه والتجارية والعمران والتخطيط وإدارة النقل والطرق والكهرباء والمياه وغيرهم، للوقوف وجها لوجه على متطلبات الأهالي ومعالجة النقص في الخدمات وذلك من خلال الإستماع والحوار وبما يقدم من أفكار ومقترحات من شأنها أن ترتقي بمستوى الخدمات وفي نفس السياق الرائع والحرص الشديد الذي تتطلعه القيادة الحكيمة من الدعم والرعاية تقديم كل ما يسعد المواطنين وتسهيل معيشتهم وبتقديم أفضل الخدمات وتذليل كافة العقبات وتجاوز كل الصعوبات وهو ما يوصي ويؤكد عليه ولاة الأمر حفظهم الله، بأن التواصل مع المسؤول يشكل الضمان في إيجاد الحلول السريعة والناجعة بإذن الله علماً بأن جزيرة تاروت وباتساع رقعتها الجغرافية المتنامية يومآ بعد يوم بها من الفرص والمشاريع الإستثمارية والترفيهية وعلى امتداد السواحل والشواطئ والقلاع ومتى أعدت ونظمت بالطريقة المتطورة والجاذبة، كما لا تفوتنا الفرصة بمناشدة الأهالي بإعداد ما لديهم من أفكار وملاحظات ومقترحات للقاء المرتقب بعون الله مع تشكيل لجان تنظيم بمشاركة كوادر من المؤسسات الرياضية والإجتماعية والكشفية وبإشراف مختصين من أصحاب الخبرة للظهور بمظهر لائق ومشرف، والحرص من الجميع بعدم تفويت الفرصة بالحضور لهذا الإجتماع والذي طالما انتظرته جزيرة تاروت الحبيبة طويلاً والذي سوف يعيد لها مكانتها التاريخية والأثرية العريقة ويرتقي بوجهها الحضاري والسياحي بمردود استثماري لأبناء المنطقة ضمن المملكة 2020,2030 المباركة وبجهود خيرة ولجان يعد لها بتطوير جزيرة تاروت من أبنائها الشباب المتحمسين وبروح المواطنة العالية، وهذا ما بشر به وشدد عليه مشكورآ، رئيس المجلس البلدي المهندس السيف من خلال حديثنا معه المتواصل والبناء، حفظ الله هذا الوطن الغالي وآدام عليه وأهله من خيره وفضله أنه سميع مجيب الدعوات.

نسخة مع السلام: لعضو المجلس البلدي الأستاذ أبراهيم آل أبراهيم مع التكرم لإيصاله لرئيس المجلس الموقر.