آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

التسويق.. الأسلوب

محمد أحمد التاروتي *

عملية الترويج مرتبطة بتوافر عدة عوامل للانتشار، بشكل أفقي وعمودي خلال سقف زمني محدد، فالافتقار لاحد العناصر يعرقل الخطط المرسومة للترويج بالشكل السليم، مما يسهم في صعوبة الوصول للمتلقي، واحيانا تكون النتائج عكسية، وغير محتملة على الاطلاق، الامر الذي يفرض العمل بشكل متزامن، لتوفير كافة المتطلبات لسد احتمالات الفشل، وبالتالي السيطرة على الامور منذ البداية، تفاديا لظهور مفاجآت غير سارة او مخيبة للآمال.

وضع الخطة المتكاملة للتسويق عملية ضرورية، قبل الانطلاق باتجاه المتلقي، نظرا لاهمية دراسة الواقع من مختلف الجوانب، ومحاولة التعرف على نقاط الضعف والضعف، خصوصا وان العمل العشوائي يخلف الكثير من الاثار السلبية، مما يعرقل عملية التسويق بالطريقة المطلوبة، وبالتالي فان محاولة القفز على الاسباب، اعتمادا على الرصيد الشخصي، او محاولة اختراق المجتمع بطريقة ملتوية، تكون اثارها كارثية في الغالب، الامر الذي يستدعي استخدام الأدوات العصرية، من خلال محاكاة التفكير السائد، ”نحن معاشر الانبياء امرنا ان نخاطب الناس على قدر عقولهم“، مما يفرض استخدام لغة العصر، وتجنب استخدام الأدوات الطارئة، وغير المستساغة لدى الشريحة العظمى بالمجتمع.

وجود السلعة، او الفكرة الجيدة، امر ضروري، للحصول على النتائج المرجوة، خلال الفترة الزمنية المرسومة، خصوصا وان المتلقي ينجذب للأفكار المميزة والجيدة، ويلفظ التفاهة وغير الجاذبة، مما يستدعي الحرص على طرح الجديد، والمناسب على الدوام، بهدف ايجاد المناخ المناسب للقبول، وعدم تعريض المشاريع الفكرية للرفض والهزيمة، وبالتالي فان عملية الترويج بحاجة ماسة لوجود سلعة، او فكرة قادرة على الصمود والابهار، من اجل الحصول على التأييد الشعبي، وتفادي المواجهة المباشرة بالرفض.

بالاضافة لذلك، فان استخدام الأسلوب المناسب واللغة المهذبة، يحدث فرقا كبيرا في الانتشار للأفكار، فالقدرة على التمييز في الاسلوب ونوعية الخطاب، ليست متاحة للجميع، الامر الذي يفسر الاختلاف الكبير في عملية الترويج وسرعة الانتشار، مما يفرض اعتماد مبدأ ”لكل مقام مقال“، في طريقة التعاطي مع المتلقي، لاسيما وان الافتقار للآليات المناسبة في مخاطبة المتلقي يصيب الافكار بمقتل، فالأفكار مهما كانت خلاقة او جيدة، ستبقى تراوح مكانها، نظرا لاستخدام اللغة غير اللائقة في الخطاب، مما يحدث حالة من النفور الاجتماعي، جراء استعمال مفردات غير جاذبة، واحيانا طاردة، الامر الذي يشكل خطورة كبرى على الافكار المطروحة.

اختيار العناصر المناسبة يلعب دورا في الترويج، وسرعة الانتشار، فالأفكار غير قادرة على التحرك بمفردها، مما يستوجب ايجاد عناصر قادرة على هضمها، والتحرك باتجاه بثها، واعادة تقديمها بطريقة محببة، وحلوة للملتقى، وبالتالي فان وجود عناصر ذات كفاءة عالية، يسهم في سرعة الانتشار والترويج، بخلاف الافتقار الكوادر القادرة على إيصال الافكار للاخر، فان الفشل يكون النتيجة المتوقعة، بحيث تصبح الخطط التسويقية اضاعة للوقت، وفشل ذريع في احداث اختراق حقيقي.

التسويق يتطلب الحرص على توظيف جميع العناصر، بدقة متناهية للحصول على الثمرة، عدم التعرض للسقوط السريع، خصوصا وان العديد من المشاريع واجهت العديد من التحديات، نتيجة غياب احد العناصر، او عدم توظيفها بالشكل اللائق.

كاتب صحفي