آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

السياحة.. البرامج

محمد أحمد التاروتي *

الدخول في السياحة او ”الصناعة الخضراء“، مرتبط بتوافر مقومات اساسية، بعضها مرتبط بالإنسان والبيئة الاجتماعية، وبعضها الاخر مرهون بايجاد البنى التحتية، والبيئة الجاذبة، فالنهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يستقطب 20% من الوظائف على المستوى العالمي، يتطلب تضافر الجهود بمختلف الاصعدة لتحقيق الهدف المشترك، خصوصا وان صناعة السياحة كغيرها من الصناعات الاخرى، تسهم في رفع مستوى المعيشة، واحداث انتعاشة حقيقية في المناطق المستهدفة، نظرا للدخول في مشاريع استثمارية متعددة، الامر الذي يفسر التحول السريع للوضع الاقتصادي، للمناطق السياحية بالمقارنة مع المناطق الاخرى.

النهوض بصناعة السياحة، احدى الاهداف الاقتصادية للعديد من الدول، نظرا لقدرة هذا القطاع على رفد الاقتصاد بموارد مالية ضخمة، على المدى المتوسط والبعيد، مما يدفع للتحرك بغرض التوسع في عملية استقطاب السياح داخليا وخارجيا، فالدول تعمل جاهدة على ازالة جميع العراقيل، والمعوقات التي تحد من التوسع في القطاع السياحي، من خلال ايجاد تشريعات والانظمة المرنة، القادرة على خلق المناخ الاستثماري الجاذب، لاسيما وان متطلبات الاستثمار السياحي عديدة وكثيرة، مما يستدعي وضع مختلف الخيارات على الطاولة، والتحرك السريع لايجاد الحلول السريعة، خصوصا في ظل الاستقطاب العالمي للاستثمارات السياحية، الامر الذي يفرض سن التشريعات القادرة، على تحويل رؤوس الاموال المحلية والاجنبية، الى مشاريع استثمارية في مختلف المجالات.

الدول مطالبة بتوفير البنى التحتية، للنهوض بصناعة السياحة، فالتشريعات لوحدها ليست قادرة على ايجاد المناخات، لخلق بيئة استثمارية جاذبة، فالمستثمر يتحرك وفق مبدأ الربحية بالدرجة الاولى، وبالتالي فان انعدام البنية التحتية القوية والمتطورة، يدفع باتجاه دول اكثر قدرة، على توفير تلك الامكانيات على الارض، بمعنى ان الشروع في تحسين الانظمة والتشريعات للاستثمار السياحي، عملية ضرورية واساسية، ولكنها تبقى غير قادرة على التوسع في هذه الصناعة، بدون ضخ رؤوس الاموال في تطوير البنى التحتية.

بالاضافة لذلك، فان الانسان يعتبر المحرك الاساس، في تطوير صناعة السياحة، فهو القادر على خلق البرامج، وابتكار العديد من المنتجات السياحية، انطلاقا من قراءة الواقع، ودراسة الاحتياجات على اختلافها، ”الحاجة أم الاختراع“، فالجمود والاكتفاء بالبرامج التقليدية او المكررة، يسهم في جعل الامور تراوح مكانها على الدوام، وبالتالي فان البرامج المبتكرة تقتل الرتابة، وتساهم في اضفاء المزيد من الحيوية، والتجديد الدائم في القطاع السياحي، الامر الذي يفسر حرص الشركات السياحية على طرح البرامج الجديدة بشكل دائم، من اجل استقطاب السياح وزيادة المبيعات، نظرا لإدراكها بضرورة التحرك باتجاه السائح لزيادة الزبائن على الدوام، كما ان البرامج الجديدة تدخل ضمن الأساليب التسويقية القادرة على المنافسة دائما.

البيئة الاجتماعية تشكل عنصرا حيويا، في النهوض بصناعة السياحة، فالمجتمعات غير القادرة على استيعاب أهمية «الصناعة الخضراء ء»، فانها تتحرك باتجاه محاربه هذه الصناعة، بأشكال مختلفة وبعناوين متعددة، وبالتالي فان تهيئة المجتمع لمساندة صناعة السياحة عملية ضرورية، لاسيما وان غياب الثقافة الداعمة، يعرض الخطط المرسومة لتطوير السياحة للخطر، جراء وجود فجوة كبيرة بين أغراض الصناعة الخضراء، والنظرة الاجتماعية السلبية، مما يستدعي خلق المناخ المناخ للرفع بمستوى الثقافة الاجتماعية، للمساهمة في النهوض بالقطاع عبر العديد من البرامج الداعمة.

كاتب صحفي