آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

ريما بنت بندر.. الكفاءة سرُ الاختيار!

حسن المصطفى * العربية نت

”جدها فيصل وحفيدة سلطان وأبوها بندر وخالها سعود، بكل تأكيد سفير فوق العادة“. كتب مغردا في 23 فبراير المنصرم، الأستاذ خالد السليمان، تعليقا على تعيين الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة للمملكة العربية السعودية، في الولايات المتحدة.

السفارة في واشنطن، ليست منصبا شرفيا. هي مهمة صعبة على أكثر من مستوى، في عاصمة القرار السياسي الأول عالميا. وبالتالي، من يتم اختياره ليشغل هذا المنصب، يجب أن يكون على قدر كبير من الوعي والإدارة وبعد النظر، والقدرة على التعامل مع وسائل الإعلام ومختلف الشخصيات المؤثرة.

ريما بنت بندر ليست سفيرة للسعودية في جزيرة هادئة في الكاريبي. وإنما تتسلم منصبها وسط جو سياسي معقد جدا، وحملة انتقادات واسعة تطال المملكة في أكثر من وسيلة إعلام إمريكية. وبالتالي، فإنني أختلف في الرأي مع الأستاذ السليمان، بأن ”الحظوة العائلية“ هي ما تجعلها سفيرة فوق العادة. فهنالك آلاف من السعوديين ممن ينتمون لأسرة رفيعة ومحترمة، وأصحاب نسب رفيع.

أضف لذلك، يقرأ من التغريدة، ومن بعض المواقف المعلقة لعدد من الكتاب، موقف ضمني تبجيلي لـ ”الرجل“ على حساب ”المرأة“. وكأن النساء لا يكن على قدر رفيع من الكفاءة، إلا بما يسندهن من رجال، ومن عائلة أبوية، هي صاحبة الفضل فيما صرن عليه من تفوق، وما كسبنه من مهارات!.

المقربون من الأمير بندر بن سلطان، يروون كيف أنه كان حريصا على الفصل بين عائلته والعمل السياسي. وكان يرفض أن يكون هنالك تداخل بين المجالين.

إن أهمية تعيين الأميرة ريما بنت بندر، تنبع من كونها فتاة سعودية، استطاعت عبر مسيرتها في العمل الاجتماعي والتطوعي أولا، والتجاري والإداري تاليا، وصولا إلى العمل الحكومي، استطاعت أن تبني خبرات إدارية، وتكون وعيا اجتماعيا وسياسيا. وهو ما يمكن تلمسه في أحاديثها في المناسبات العامة، أو مع وسائل الإعلام الغربية. حيث كانت تتكلم برؤية واضحة، دون ثرثرة، وتتجه مباشرة نحو هدفها.

في الولايات المتحدة هنالك مشكلة بين قطاع واسع من وسائل الإعلام، والرئيس دونالد ترامب. وهنالك يوميا سجالات بين المعسكرين. صوبت فيها الصحافة نقدها على ترامب ومن تعتبرهم أصدقاء أو حلفاء له، ومن ضمنهم السعودية. يضاف لذلك موقف سابق نقداني لدى وسائل الإعلام القريبة من ”اليسار“ تجاه المملكة، يتعلق بقضايا عدة جدلية. فضلا عن قضية المرحوم جمال خاشقجي، والتي تحولت إلى ورقة في الصراع السياسي الداخلي الإمريكي.

لا ننسى أيضا، الانتخابات الرئاسية القادمة 2020، والتي يسعى الرئيس ترامب للفوز بها مجددا. وهي المعركة التي سيستخدم فيها جميع المرشحين ما يمتلكون من أوراق سياسية واقتصادية للوصول إلى البيت الأبيض، ولن يوفروا استخدام اسم السعودية في معركتهم هذه.

ليس ذلك إلا جزء من المشهد السياسي في واشنطن، حيث تأتي ريما بنت بندر، لتنتظرها مهام وملفات ثقيلة عدة. سيكون النجاح فيها تحديا كبيرا، يحتاج إلى عمل مستمر وتفكير من خارج الصندوق!.