آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

الحجاب المتلاشي ودعوى التقدمية

فراس حسين الشواف *

«إذا أردنا أن نحطم بنية المجتمع وقدرته على المقاومة، فلا بد لنا أولًا من هزيمة النساء، ينبغي لنا أن نذهب إلى حيث يختبئن وراء الحجاب، وفي البيوت حيث يخفيهن الرجال عن الأنظار».

هكذا وصف الفيلسوف الفرنسي فانون - الذي رفض سياسات بلاده الاستعمارية - فكر الاستعمار الفرنسي ناقدا إياه ومبينا الأساليب التي يتبعها في سبيل تحقيق هيمنته الثقافية الاستعمارية.

يحرص الإسلام على تربية المرأة حتى تكون ذات خلق ودين فالهدف من هذا التهذيب أن تصل المرأة إلى قمة الطهر والكمال قبل أن تصل إلى قمة الستر والاحتجاب، لأن الإسلام لا يريد جانبا دون الآخر وإنما يسعى إلى تكامل الشخصية وصلاحها الداخلي والخارجي، ويقول الله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ «26».

إن الإسلام وضع تشريعاً متكاملاً يرسي قواعد الأخلاق والمثل التي تحمي الإنسان وستر العورات حتى داخل البيوت عن غير المحارم الذين حددتهم آيات القرآن الكريم ومنهم الصبيان إذا بلغوا الحلم. حيث أمر الله بالعفاف وحرم الزنى وأقر الزواج وأباح إمكانية التعدد فكان لابد لكمال التشريع من الأمر بدرء ما يوصل إلى عكس ذلك كله فأمر بالحجاب وبغض البصر وبعدم الخلوة بين الرجل والمرأة.

سومر والآشوريين

من اللافت عند الآشوريين ان ظهور المرأة كان نادراً، فإذا خرجت كان حجابها يصّنف الطبقة التي تنتمي اليها، فالملكة تلبس التاج، أما الوصيفات وحاشية الملكات فكن يبدين مجردات من زينة الشعر ويكتفين بتصفيفة مألوفة لشعرهن. أما النسوة الأحرار فكن يرتدين عباءة تسفر عن الوجه فقط، إن وظيفة الحجاب كانت بغرض التصنيف الطبقي للنساء.

الاحتلال الأشوري فرض في مناطق شاسعة من بلاد ما بين النهرين والهلال الخصيب وعلى النساء البقاء أسيرات في بيوتهن، فلم يسمح لهن بالخروج بغير حجاب وكان الحجاب إلزاميا على النساء الحرائر في آشور حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

إن بعض البديهيات يتم التعميم عليها دائمًا باستخدام منطق مغلوط أو باستخدام جمل غير صحيحة منطقيًا أو معرفيًا ويتم تكرارها حتى تتحول إلى حقائق راسخة، هذا هوا الحال لدعاة التحرر وخلع الحجاب بإسم التقدمية والثقافة الزائفة يقول أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب : «الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة والباقي همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح».

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ياسر ياسين
4 / 4 / 2019م - 12:57 م
احسنت فراس وسدد الله خطاك ورفع قلمك لكتابة الافضل
كلام جميل ومرتب وذو منفعة ..
وفقنا الله واياكم لكل عمل حسَن ..
2
بوحوراء
[ المملكة العربية السعودية الاحساء ]: 5 / 4 / 2019م - 12:31 ص
ما شاء الله تبارك الله .. كلمات في واقع نعيشه، ان شاء الله تتنور
بها العقول و تهدى بها النفوس...

يحفظكم الله و رعاكم اخي العزيز فراس
حسابات التواصل الاجتماعي:
تويتر: AlshawafFeras@
انستقرام : alshawaf_feras
سناب شات : feras-hussin
فيس بوك: Al-shawaf Feras