آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

«طبيب يحتاج للعلاج»

فراس حسين الشواف *

قبل العملية بساعتين دخلت ممرضة لتنسيق الزهور في غرفة المريض وبينما هي منهمكة في تنسيق الزهور، سألت المريض:

من طبيبك الذي سيجري لك العملية؟

قال لها: جبسون.

فقالت له: وهل رضي أن يعمل لك العملية؟

قال: طبعاً!

قالت له: معقول!!!

قال: لماذا؟

قالت: هذا الطبيب عمل عشرة آلاف عملية كلها ناجحه، وليس لديه أي وقت، كيف أعطاك موعد؟

فقال لها: على كل حال أنا على موعد معه.

فقالت: ليس معقول إنه أفضل طبيب في العالم..

بعد هذا الحوار دخل المريض غرفة العمليات وتكللت العملية بنجاح، والآن المريض حي يرزق.

فيما بعد اتضح ان هذه الممرضة كانت أخصائية نفسية وليست ممرضة، وظيفتها أن ترفع معنويات المرضى قبل العملية ولكن بشكل ذكي جداً

وهي تنسق الزهور تسأل المريض من طبيبك، إلخ.

فيُسََر المريض أن هذا الطبيب أفضل طبيب في العالم ولا يوجد عنده ولا خطا طبي وترتفع معنوياته.

قد يستغرب الكثير من القُرّاء سبب ذكري لهذه القصة واختياري لِعنوان «طبيب يحتاج للعلاج» وماهو الرابط بين الأثنين؟! ولكن وقبل الإجابة على هذا التساؤل سوف اتحدث وبشكل سريع وموجز عن [الأخلاقيات والأنظمة لممارسي المهن الطبية والفرق بينهما].

قال رسول الله ص: لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه.

أخلاقيات المهنة: هي توجيهات مستمدة من القيم والمبادئ تعنى بكيفية التصرف اللائق أثناء ممارسة الأنشطة المهنية المختلفة. أما أنظمة المهنة: فهي مجموعة من القواعد والتشريعات التي تنظم عمل الممارسين للمهنة ويترتب على انتهاكها عقوبات فهي نوع من القوانين.

ومن هنا فأخلاقيات المهنة تشير إلى الكيفية التي ينبغي للطبيب أن يتصرف بها، بينما أنظمة المهنة تشير إلى الكيفية التي يجب على الطبيب أن يتصرف بها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أنظمة المهنة تحتاج ابتداء إلى تقعيد وتأسيس من خلال أخلاقيات المهنة.

أن الدراسات الطبية أثبتت مدى تأثير العامل النفسي على المريض وتجاوبه سلبا أو إيجابا مع العلاج مما يؤدي إلى الشفاء أو تدهور الحالة المرضية بدرجات مختلفة وكما بات معلوما أن حالة القلق والتوتر تضعف من تأهب جهاز المناعة عند الإنسان مما يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالأمراض خاصة أمراض القلب والشريان والسرطان وقد لوحظ التفاقم السريع لحالة المرض عند من يعاني من القلق والتوتر ومع ذلك مازال القطاع الصحي في المملكة تحديدا الكوادر الصحية وعلى رأسهم الأطباء يفتقرون لفنون التعامل مع المرضى من الناحية النفسية متناسين انها مهنة إنسانية تحتاج الكثير من الصبر والتفاني وان المرضى يحتاجون للإبتسامة لتخفيف الالم، حيث أن الإبتسامة في وجه المريض نصف العلاج، ولا ننسى أجرها لقول النبي الأكرم «تَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخِيك لكَ صدَقةٌ».

إن ثقافة التعامل مع المرضى والمراجعين في المستشفيات الحكومية والخاصة ينقصها الكثير من المقومات الاساسية التي تحتاج للعلاج بشكل عاجل من خلال اقامة دورات تثقيفية مكثفة مع امكانية تقييم الكوادر الطبية من قبل المراجعين والمرضى «التقييم أخلاقياً وليس مهنياً» وكما هو معمول به في كل القطاعات الحكومية تقريبا؛ يحق للمواطن تقييم الموظف وتسجيل الملاحظات بعد تقديم كافة الخدمات من خلال رابط يصل عبر رسالة نصية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
Zainab Sufair
[ القديح ]: 17 / 4 / 2019م - 4:20 م
الابتسامة سرٌّ آسر، وسلطانٌ قاهر
ادام ربي اللطيف ابتسامتك
2
Batool Ahmed
[ KINGDOM OF BAHRAIN ]: 17 / 4 / 2019م - 5:30 م
قال رسول الله ص : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق.

من المعروف بأن مهنة الطب هي مهنة إنسانية بالدرجة الأولى؛ وعندما يتعامل الطبيب مع المريض فإنه يداوي روحاً قبل الجسد .. حيث أن المريض بحاجة إلى إبتسامة أمل تلملم شتات روحه.

إن تعامل الطبيب مع المريض لا يقل أهمية عن حاجة المريض للدواء، والتعامل مع الناس فن لا يتقنه الجميع.
فإن استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول ؛ قال رسول الله [ إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً ].

مهما بلغ الإنسان من شأن، فإن الأخلاق والتواضع أعلاها.
حسابات التواصل الاجتماعي:
تويتر: AlshawafFeras@
انستقرام : alshawaf_feras
سناب شات : feras-hussin
فيس بوك: Al-shawaf Feras