باب ماجاء في الترزز
من فوائد المعاجم العربية توضيح طرق اللفظ للمفردات والكلمات المختلفة وتحديد نوع الكلمة من الناحية الصرفية إن كانت اسماً، أو فعلاً، أو حرفاً، وإن كانت مؤنثةً أو مذكرة وتوضيح معنى الكلمة ومجالات استعمالها، حيث تحمل الكلمات المختلفة أكثر من معنىً واحد في بعض الأحيان وفي العالم الكثير من اللّغات التي يتحدّث بها البشر، ومن أكثر هذه اللّغات انتشاراً بين النّاس اللّغة العربيّة، وهي إحدى اللّغات التي تندرج ضمن مجموعة اللّغات السّامية، كما أنّها أحدث اللّغات تاريخاً ونشأة.
تُعتبر اللّغة العربيّة من أسمى وأعرق اللّغات حول العالم؛ لأنّها اللّغة التي نزل بها القرآن الكريم على محمد صلَ الله عليه وآله وسلم، الأمر الذي جعل المسلمين يهتمّون كثيراً بهذه اللّغة وبتعلُّمها لمكانتها الرّفيعة لديهم.
ومع اتّساع رقعة الدّولة الإسلاميّة وانتشار الإسلام واللّغة العربيّة في أرجاء العالم دخل الكثير من العجم إلى الدّول العربيّة، وبدأوا بتعلُّم اللّغة العربيّة لفهم الحياة وواقع المُجتمع العربيّ، والأخذ من الثّقافة والحضارة العربيّة، وأدّى هذا التّداخل إلى وجود الكثير من المُصطلحات والمُفردات غير المفهومة لديهم، ومع تميُّز اللّغة العربيّة بوفرة مُفرداتها صار لزاماً وضع المعاجم اللغويّة التي تُوضِّح المعاني والألفاظ العربيّة ضمن سياقها في الكلام إلا أن معاجم اللغة العربية عجزت عن تعريف كلمة «ترزز» لغويا ولكن المجتمع لم يعجز عن تطبيقها عمليا؟
«المترززين» في المجتمع لهم توجهات مختلفة فمنهم من يحب الظهور اجتماعيا بأسلوب «خلونا نشوفكم» ووين ماتروح تشوفه في جميع المناسبات أولها الخيرية فهو اول المبادرين لإظهار العطاء «الفعالية جميلة وفيها خير للجميع حياكم تعالو» وهو نفسه صاحب العطاء أول المبادرين لدعم حركة المسرح وفاهم فيها ومن المشجعين للحركة الثقافية على مستوى المنطقة وقارئ من الطراز الأول وأول «المترززين» عفوا المدعوين؛ لدعم الأنشطة والفعاليات الدينية والتطوعية في المنطقة، متعدد المواهب جميل الصوت منشد وقاريء واحيانا يغني اذا دعاه الأمر..!
قال فيه الشاعر:
تسير في موكب الإشراق موهبتي
وفكرتي أُشعلت من نور إبداعي
أرى الأماني التي أملتها كبرت
قد سخر الله لي من أمتي راعي
فتحت جفني في شوق وفي ألق ٍ
أسير في بهجة والحب إيقاعي
كل الدروب التي أسعى لها فُتحت
قد شعشع النور في الأعلى وفي القاع
ركبت صهوة عزم المجد منطلقا ً
أقول للغرب يكفي اليوم إخضاعي
ماعدت أدفن أفكاري وأكتمها
ولم أعد أشتكي من سوء أوضاعي
ماعدت أندب حظي سرت مبتهجا ً
أسعى لتحقيق أحلامي وأطماعي
غدا ً ستثمر باذن الله موهبتي
وأجعل الكون يسري فيه إبداعي.
النوع الثاني من المترززين: لديهم توجه واحد فقط ولا يملكون غير حضور التجمعات الثقافية والخيرية، وإذا أردنا أن نعطيهم وزناً كي لا نظلمهم؛ فهم حريصين دائما على حضور مراسم الأفراح والأحزان لطبقة معينة من المجتمع [ طبقة المثقفين ومن في حكمهم ]، ولا ننسى بأنهم فعّالين في المنتديات الادبية، يرسمون قليلاً ويكتبون كثيراً، ويعشقون الليل ويرسمونه شعراً.
شخصياً أفضّل النوع الثاني؛ وان كان عمر اخَ زيد لكن وبكل امانه لديهم توجه واضح من حيث «الوجاهة الإجتماعية». وهو حق من حقوقهم وميراث شرعي أباً عن جد، وعلى قول المثل «فرخ البط عوّام» ومن غير المعقول أن لاينجب المثقف مثقفاً مثله يحمل رايته ويكمل مسيرة «الترزز» من بعده..!
