آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

قبل الملل

عبد الرزاق الكوي

تطل علينا هذه الأيام العطلة الصيفية بعد عناء الدراسة، وتبدأ عطلة طويلة ولما للعطلة من أهمية في حياة الابناء، تقع على عاتق الاسرة مسؤولية اخرى، بعد شهور من المفترض من متابعة الآبناء دراسيا، يحتاج الابناء متابعة من اجل قضاء عطلة مفيدة ومستقرة ترجع عليهم بالفائدة، ويقينا لو تركوا لوحدهم ويختاروا ما يشاؤون لعمة الفوضى وظهر الكثير من المشاكل. ابنائنا ونعرف كيف اهتمامهم بالوقت وأهميته، فأول الأولويات لهم انقلاب الليل نهار والنهار ليلا، لا يرى الآباء ابنائهم، العشاء يصبح إفطاراً.. والغذاء عشاء.. يصل الاستهتار بأوقات الصلاة، تصلى صلاة الصبح وقت الظهر، وصلاة الظهر وقت المغرب والعشاء.

فهذا الروتين من حياة الابناء وطول ايام الإجازة يصيبهم بالملل لعدم الاستفادة من أوقاتهم خير استخدام، مما يعرضهم ذلك لمخاطر، يجرب أشياء تبعد عنه الملل والضجر وبدون خبرة ولا رقابة، يتعلم عادات سيئة ومرافقة رفقاء سوء يسعد بالتغيير وتكون النتيجة غير مرضية. فماذا نتوقع من السهر في الشوارع حتى الفجر، او صغار في السن يرتادون المقاهي ويدخنون.

فالإجازة فترة نقاهة وفرح وانس، وفائدة اذا حسن استخدامها.

قال الامام علي :

« إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، بأبتغوا لها طرائف الحكمة ».

فهل الحكمة سوف نجدها في الشارع او قضاء جل الوقت على الألعاب الإلكترونية، او متابعة مسلسلات تلفزيونية غير هادفة، اذا لم نقل انها مضره.

فالحكمة في متابعة الابناء من اجل التخطيط لإجازة مفيدة ترويح عن النفس يوسائل مفيدة، وتجديد النشاط واستثمار الوقت في كسب معلومة او مهارة او ممارسة هواية، لم توجد فرصة للمارستها اثناء فترة الدراسة.

فالأسرة كما لها دور وأهمية لفترة الدراسة لها دور لا يقل اهمية في عطلة الصيف، حتى لا نشتكي بعد ذلك من المشاكل او السلبيات او لا سمح الله من انحراف سلوكيا.

فالنحاول مساعدتهم من اجل ملاء فراغهم، وعدم شعورهم بالملل والضجر الذي يكون مصاحب للفوضى والتوتر، وهي البذرة الأولية للخطر. فالروتين قاتل للكبار فما عسى شاب في مقتبل العمر يترك وحيدا في متاهات الفراغ، فانعدام الأهداف لدى الشاب تكون على عاتق الاسرة، في وضع برنامج فردي وبرنامج اسري وبرنامج اجتماعي، يقضي على الفراغ والملل وينمي تفكير الابن بالصالح له، فالفراغ نعمة لو استغلت بشكل سليم، لكن عند شاب يمكن ان تكون نقمة.

فالمثل يقول : « الذي لديه وقت لديه حياة ».

ليتعلم الابناء ان الوقت اثمن ما في الوجود.

فعصرنا هذا أنشطته كثيرة ومتنوعة، بحيث يختار كل ابن بمساعدت والديه وإرشادهم، يخرج بثمرة من هذه الإجازة، فالأطفال يمكن تسجيلهم في دورات تحفيظ القران الكريم والدورات الدينية من تعليم الصلاة والأحكام والالتحاق بدورات الرسم والسباحة والخط، عندما يكتب بعض الابناء فكأنه يكتب طلاسم، او دورات في الإملاء، وغير ذلك مما يعود عليهم بالنفع، اما ابنائنا الشباب، نتمى ان لا يكونوا عصي عن التطويع، يعرف ان أسرته تحب وتسعد بقضاء وقت معهم، فالنوم نهارا والاستيقاظ ليلا، من الصعب ان يستفيد الشاب من اي برنامج، فالقراءة من ضروريات الحياة يعزف الكثير من الابناء عن القراءة بل البعض يرفضها رفضا قاطع، مفضلا عليه اللعب في الألعاب الإلكترونية، فالأمنية ان يعي الشاب لذلك خير جليس في الزمان كتاب، فهذا عصر التكنولوجيا ووسائل البحث تعطي دورات تعليمية مجانية ومحاضرات صوتية واكتساب مهارات مفيدة في شتى العلوم، وتنمية المهارات الفنية، وكذلك فالرياضة يعرف الشاب أهميتها فبدل الجلوس ساعات طويلة امام جهاز التلفزيون او الألعاب مع اكل الوجبات السريعة وعدم ممارسة رياضة ولو ساعة كل يوم تقينا خطر السمنه وتبعد عنه عناء الملل، ان يخرج وينطلق في اعمال تطوعية يساعده في زيادة الثقة في نفسه وبناء علاقات اجتماعية في هذه البيئة الصالحة،

ان بداخل كل شاب طاقات جبارة يجب الا تدفن بين طيات اللعب والتلفزيون،

فلنعمل كذلك على برامج أسرية مشتركة تجمع أفراد الاسرة في لعبة جماعية او أمسية ثقافية او عمل منزلي جماعي او القيام بالتسوق مع الابناء او القيام برحلات مشتركة.

لا ننسى دور الأندية كمؤسسة لها دور فعال ومهم لما لها من بيئة مناسبة للقيام بأنشطة ودورات رياضية تستوعب طاقات الشباب المهدرة.

فلنتحمل كأسرة مسؤوليتنا تجاه فلذات أكبادنا، ومن هم أغلى من أنفسنا. فالإجازة ذات تأثير كبير ومهم على صحة الابناء النفسية والعقلية والجسدية.