آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

لنجعل إجازتنا الصيفية آمنة

بدرية حمدان

عام دراسي حافل بكثر من العناء والتعب مر علينا وعلى أبنائنا ونحن بين افعل ولا تفعل مهارة استخدمنها لمدة ثمانية أشهر بغير قلل ولا ملل من أجل أن تكون استيرا تجيتنا ناجحة نحينا منحيين.

الأول الانضباط والنظام: وهو قانون نفذ في محيطنا الأسري من اجل انجاز كل المهام الضرورية واليومية مما أدى إلى حرماننا الكثير من فرص الاستمتاع والراحة وجعلنا نسير في مسار واحد وروتين متكررا على مدار ثمانية أشهر ابتداء من النوم المنتظم، والحد من السهر إلا في حالات الظروف الخارجة عن السيطرة، كذلك الحرص على النظام الغذائي وتناول الوجبات في مواعيدها، بالإضافة إلى الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية حرصا على صحة ابنائنا من ناحية، ومن ناحية أخرى اتبعنا معهم اسلوب المراقبة والتدقيق لما يشاهدون وما يتلقونه من وسائل التواصل الاجتماعية، لوقايتهم من الأخطار المحدقة بهم وأيضا حمايتهم فكريا من خطر الأفكار الهدامة، منهج جدا منظم ولايحتاج منا أي تعليق.

المنحى الثاني: الاهتمام بالتحصيل الدراسي لدى أبنائنا والذي شكل لنا حملا ثقيلا، وصار هاجسا عند الكثير خاصة عندما نضع أبنائنا في قالب المثالية ونريد منهم تحقيق التب بدون نقاش لتحقيق طموحاتنا الخاصة قبل طموحهم، وهذا جعلنا في حالة توتر وخوف سبب لنا ولهم الكثير من الانزعاج والضغط النفسي، فحرصنا على التحاقهم بدورات تعليمية إضافية وبرامج تقوية بمعنى "أفر تايم" ولكن هل هناك أجر إضافي؟

النتيجة أم نفور من الدراسة، أو الاستسلام بدون فائدة إذا لم تكن هناك رغبة لدى الطالب متناسين جانب مهم أمام رغباتنا كأولياء أمور من أباء وأمهات، توجد فروق فردية وقدرات وتفاوت في عملية التحصيل الدراسي، والآن أمامنا فرصة ذهبية وهي إعادة اكتشاف المخزون الداخلي لدى أبنائنا والذي غفلنا عنه طوال أيام الدراسة، وهو كيف نحول الطاقات الكامنة إلى طاقات متحركة تعمل في الاتجاه الصحيح بكل آمان وبدون خوف وقلق، وأن تكون أيام إجازتهم آمنة مطمئنة تمر بسلام.

فالنوجه ابنائنا نحو ذكاءاتهم المتعددة, أبنائنا مختلفي الاتجاهات كلا حسب ما يمتلكه من ذكاء وكيف نشبع هذه الجوانب الذكائية عندهم، فمنهم من ذكائه لغوي فأشبع هذا الجانب ودعه ينطلق نحو عالم القراءة والكتابة والبحث عن المعلومة وشاركه عالمه لتعزز ثقته ومن أبنائنا من ذكائه حركي حيث يجد من الاجازة متنفس لتفريغ من الطاقة الحركية وهنا وجهه نحو النشاط الرياضي والاشتراك في دورات رياضية التي تقيمها بعض الأندية المحلية وبعض المراكز الرياضية. أما إذا كان تفاعلي اجتماعي يحب الفزعات اجعله ينخرط في مجالات التطوع التعاونية في المساجد والحسينيات أو الاشتراك في بعض اللجان الاجتماعية التطوعية ليحس بذاته ويغني هذا الجانب المهم. بالمقابل هناك الذكاء الذاتي الانطوائي الذي يفضل الفردية في انجاز عمله، لهذا كلفه بأعمال يقوم بها بمفرده اشغله بها ثم كافئه على الانجاز لتحفزه الطبيعة ذكاء نجده في بعض أبنائنا فتغذية هذا الجانب عن طريق زيارات الأماكن الطبيعية من محميات وحدائق الحيوان أو رحل صيد بحرية برفقة خبير وتحت عيوننا وتربية بعض أنواع الطيور، فالطبيعة هنا تلامس وجدانه.

الفضائي خيال واسع، وهذا يتمثل في الذكاء البصري، فمجالات الرسم والتصاميم تلبي حاجة أبنائنا ممن يمتلكون هواية الرسم اصقل هذه الهواية بدورات تنمي هذه المهارة. تحسن الجوانب المزاجية في نفوس أبنائنا.

مع تمنياتنا لأبنائنا بإجازة سعيد ومفيدة وآمنة.