آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

السلامة المرورية في رمضان

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

مبارك عليكم الشهر الفضيل، أعاننا الله على صيامه وقيامه، وغفر الله لأرواح أفضت لربها قبل دخول رمضان.

في هذا الشهر الكريم تنشط الحياة في الليل كما هي في النهار، وهي السنة الأولى لنا كقائدات للسيارة، لامست من خلال مواقف واجهتها كسائقة ضعف ثقافة المشاة المرورية، وكنت منهن، حيث نعتقد أن لنا الأولوية في جميع الشوارع وأن قائد المركبة هو المعني بالانتباه لنا والتوقف أو الابتعاد عندما نمر في الشارع بالوقت والكيفية التي تناسبنا.

في مدرسة القيادة علمونا أن علينا أن نخفف السرعة مع الحذر داخل أزقة الحارات وعند المدارس والمساجد والأسواق وباصات المدارس المتوقع توقفها باستمرار، وكنا نسمي الأخطار التي يواجهها قائد السيارة «الجسم الخطر» سواء كان ثابتا مثل الحواجز والحجارة وصناديق القمامة مثلا أو متحركا مثل البشر والحيوانات.

عندما سقت السيارة وتغير موقعي من مقعد الراكب إلى مقعد القائد انتبهت لفروقات القيادة بين الليل والنهار وخوف كبار السن من القيادة في الليل بسبب مشاكل الإبصار، وكذلك ضرورة الاحتياط عندما تمشي في شارع مظلم أو بإنارة خافتة، وأن الخطورة تزداد كلما كان الجسم الخطر معتما غير عاكس للضوء، وتزداد في حال تعطل المركبة أو بوضع تصعب فيه الرؤية كالضباب والرطوبة بدون الاحتياط خصوصا بالنسبة لنا كنساء طبيعة الزي الذي نلبسه معتم، سواء كان عباءة سوداء أو بأي لون غامق وبالطبع قيادة السيارة لا تمثل عائقا في أن تختار المرأة اللباس المناسب لها مع حريتها في لبس النقاب، ولكن أيضا مع ضمان سلامتها المرورية.

وهذا ما هو مطبق لحماية العاملين في بعض المهن مثل رجال المرور والدوريات، ومنظمي السير عند المدارس والحشود والمهندسين، عمال الإنشاء والنظافة، ولراكبي الدراجات الهوائية والنارية، كما هو مطبق في بعض الدول العربية وكثير من الدول الغربية والآسيوية.

توعية المشاة بالسلامة المرورية مهمة خصوصا لمن يستخدم المشي في التنقل، ومع التشجيع على ممارسة رياضة المشي بتأمين الإنارة في الشوارع لتكون صديقة للمشاة، وبتحديد أماكن بخطوط المشاة في الشوارع والجسور لقطع الطريق، وأيضا بالاحتياطات في حال المخاطر بوضع سترة تعكس الضوء داخل السيارة للبسها عند الاضطرار للنزول منها، ولبس أحذية رياضية تعكس الضوء وبدلات رياضية عاكسة للضوء عند المشي ليلا، وللنساء والمسنين والأطفال ومن يلبسون ملابس معتمة وقد تكون حركتهم بطيئة، فعليهم الاحتياط في عبورهم للشارع وتجنب الشوارع المظلمة أو المشي بوسط الشارع أو قطعه قبل التأكد من خلو الطريق، ويمكنهم استخدام السترة المخططة أو الطريقة المناسبة لتحميهم من خطر الدهس في الشارع.

الوقاية خير من العلاج ومشاكل الدهس يمكن - في كثير من الحالات - تجنبها بوسائل متاحة وقليلة التكلفة والجهود، عوضا عما يعانيه المرء إن تعرض هو أو أحد أقاربه لحادث دهس أو كان سببا في دهس أحدهم بسبب استخدام خاطئ للطريق.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي