آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 1:42 ص

طبق ”الساقو“ يتصدر مائدة رمضان شرق السعودية.. فما هو؟

جهات الإخبارية العربية. نت - مريم آل عبدالعال

ظل طبق ”الساقو“ ملازماً للمائدة الرمضانية لدى المجتمع القطيفي والأحسائي في المنطقة الشرقية منذ عقود، حتى طغى بمذاقه وأصبح ينافس الحلوى البحرينية والعمانية، على اختلاف المكونات وتشابه القوام.

دخلت ”الساقو“ على المنطقة وعرفها الناس منذ الخمسينات، وكانت أحد الأطباق الرمضانية المعروفة، مثلها مثل الخبيصة والعصيدة والمنفور، والتي يقتصر تحضيرها على شهر رمضان.

وعلى الرغم من أنها تعد أكلة شعبية عند جميع أهالي الخليج، إلا أنها تكتسب شهرتها في الأوساط القطيفية والأحسائية.

ويذكر فاضل بريه، المتمرس في إعداد الأكلات الشعبية في محافظة القطيف، أن إعداد ”الساقو“ غالباً ما يكون في شهر رمضان، ويتفق أهالي الخليج على إعدادها من نوع حبوب واحد، لكن طبخها يختلف من مجتمع إلى آخر.

وقال: ”تُصنع عادةً سادة بدون إضافات، والبعض يتفنن بتزيينها بالمكسرات أو جوز الهند، كما أن البعض صار يضيف الحليب أثناء الطبخ“.

ويدرج أهالي الخليج في إعدادها على توليفة واحدة، وهي إضافة ماء الورد والزعفران والهيل، ويعد هذا الفعل أساسيا لديهم، ومنها تكتسب لونها الزاهي ورائحتها الفواحة، ما عدا أن الرغبة تحكم إضافة السكر أو النشا".

الباحث في الفلكلور الشعبي الخليجي والأستاذ السابق في جامعة الملك سعود، عبدالرسول الغريافي، في حديثه إلى ”العربية. نت“ قال: ”الساقو هي حبوب شرق آسيوية، اكتسبت صفاتها كأكلة شعبية خليجية من المكونات المضافة لها، والتي ثبت من المجتمع الخليجي استخدامه منذ القدم في حلوياتهم“.

وبين أن حبوب الساقو مستخلصة من لباب نوع خاص من النخيل الاستوائية، وتُجلب من شرق آسيا وتحديدا من إندونيسيا، وكذلك من ماليزيا، ويصدر لدول الخليج لما له من مكانة، خصوصا في شهر رمضان، كما تستورده دول أوروبا وأميركا. ويحكي الغريافي أنه ”مع شح الأطعمة الخليجية في بداية القرن العشرين، فإن الساقو كان من أشهر الأكلات الرمضانية، لما له من إمداد في الطاقة بعد الصيام، وأن اكتسابه اسم الساقو يرجع إلى الاسم نفسه المستخدم في البلد المنتج له“.

ولفت إلى أن حلوى ”الساقو“ في نهاية الخمسينات والستينات تعتبر من أفضل الأطباق المتبادلة بين البيوت القطيفية في شهر رمضان، إذ يعتبر هو والمنثورة والنشا من الأطباق الخارجة عن المألوف، كالخبيص والعصيد والممروس والعفوسه، لكونه جديدا وأكثر ندرة.

كما أكد أنها كانت لا تطبخ في غير شهر رمضان إلا ما ندر في بعض المناسبات، فبعد أن تُضبط ساخنة، يُضاف عليها دهن الغنم أو البقر، كما أن البعض يضيف ماء الورد والزعفران، ولكنه فيما بعد خرج عن المألوف في التفنن في عمله كإضافة بعض المكسرات له.