آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

نور من نور

عبد الرزاق الكوي

قال رسول الله صلى الله عليه واله:
«كل بني آدم ينتمون إلى عصبه غير ولد فاطمة فأنا ابوهم وأنا عصبتهم».

اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ولأهل بيته الإطهار ، ولمقام بقية الله في أرضه أرواحنا لتراب مقدمهم الفذاء بمناسبة ذكرى ميلاد الامام المجتبى .

عمت الافراح وازدانت الذنيا بالأنوار فهنيئا للإنسانية جمعاء هذا الميلاد المبارك صاحب الفطرة الثاقبة إلى من حلمه قد وازى الجبال الشاهقة الى الموصوف بالكرم والطيب والخلاق الفاضلة مجتبى العترة الطاهرة الى سبط النبي وريحانته العابقة.

في يوم مبارك وشهر مبارك بزغ نور مبارك، فكان الأساس نور النبي الأكرم صلى الله عليه واله جاء منه نور فاطمة وتزوجت النور علي وكان نور من نور وولد الحسن، فالمربي الاول للاب والأم كان الرسول صلى الله عليه واله، زوج النور من النور وكان الحسن الوليد، نور يضئ للناس بعد نور الجد والأب والأم،

فالجد محمد صلى الله عليه واله، والجدة خديجة والأب علي والأم فاطمة عليهم جميعا السلام.

استبشر الرسول بالوليد المبارك حفيد الرسالة فرحت الأم ودخلت السعادة قلب الأب، حفيد رسول الله صلى الله عليه واله تتناقله الأيدي الطاهرة، كان اهتمام بالأب والأم فكانت خير تربية وأعظم اثنين بعد النبي صلى الله عليه واله، واليوم يحظى الوليد المبارك برعاية كريمة من الجد، وبركات من السماء انارت الارض بنور الحسن ، يحظى الوليد برعاية الجد ومحبته وحنانه، حمله الجد وضمه الى صدره اذن في أذنه اليمنى أقام في أذنه اليسرى ليكون الصوت الاول في اذن الوليد صوت محمد صلى الله عليه واله، وضع إبهامه في فم الوليد طهارة له اعلان ارتباط مقدس بين الحفيد والجد، فأخذ ينهل منذ ولادته المباركة من رحيق الطهر أسمى الصفات من القدوة والمثل الأعلى، ليظهر للبشرية نور من نور محمد صلى الله عليه واله، يمتلك صفات النبوة وعظمة الإمامة وقدسية الصديقة الطاهرة، ازدانت الذنيا بمولده فسماه الله حسنا فكانت هدية السماء لأهل الارض، فكان السمو والرفعة والإجلال لهذا الوليد الطاهر.

فكان الجد خير مربي عطفا وحنان وحبا غداه بكل مقومات السمو، اهتم به اهتماما بالغا فأمتزجت روحه بروحه، وعواطفه بعواطفه، ليكون صورة من جده وامام في قومه على خطى ابيه، وقدسية البتول امه ، فقد بدأت ملامح الجد تظهر في الحفيد، يحاكيه في أوصافه وصفاته، كان الجد يفتخر بالحفيد ويمجده بين اصحابه، من اجل ان يعرفوا مكانت هذا الحفيد وقدره ومكانته في قلب الجد صلوات الله عليه واله، سنوات قليلة عاش الحفيد مع جده كثيرة في العطاء وتأسيس في التربية، فاكمل التربية من بعد الرسول صلى الله عليه واله خير البشر علي وفاطمة فكانت المسيرة المشرقة للمجتبى من حظن طاهر الى حظن طاهر، فكما اخد من جده صفاته فاليوم تكتمل في ظل اشرف خلق الله سبحانه وتعالى، فأخذت الأم في اثراء شخصيته فصقلت شخصيته وبرزت مواهبه فلا غرو ان بلغت شخصيته الكمال نسخة من مربيه الاول الرسول الأكرم، فكانت هذه الشخصية نموذجا رائعا ومثلا يقتدى ومدرسة يتعلم منها مكارم الأخلاق، فقد كانت خلق المجتبى خلق المصطفى، فكيف بالقلوب لا تحن اليه والنفوس لا تأنس بجواره.

فهو أحد سيدي شباب اهل الجنه، واحد الأثنين اللذين انحصرت بها ذرية الرسول صلى الله عليه واله واحد الذين ظهرهم الله تطهيرا واحد الثقلين.

نتج عن الجو الطاهر للوليد المبارك اجل الصفات حريا ان تدرس وتعلم وتكون معلما لمكارم الأخلاق من صفاته المباركة الحلم والورع وكان فاضلا كريما ذا سكينة ووقار، كان عليه سيماء الملوك ورهبة الأنبياء ورفعة الامامه، امتاز بكبر نفسه وسجاياه الحميدة كان اوسع الناس صدرا وأفضلهم خلقا كان اعبد الناس في زمانه وازهدهم كان اصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقا كان اشرق الناس وجها ونورا يتلالا في جبينه.

أن النبي صلى الله عليه واله قال للحسن أشبهت خلقي، وخلقي، لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه واله من الحسن .

كل تلك المناقب والصفات المحمدية تحتاج كل منقبة الى مقالة خاصة فمنهم تستلهم الأمة والبشرية مكارم الخلق، فلنتأسى بهذا الخلق لنسمو في حياتنا.