آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

لماذا نحب علياً (ع)!

مفيدة أحمد اللويف *

إن حب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب أمرٌ من الله عزوجل فقد روى بريده عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله أمرني أن أحبُّ أربعة، وأخبرني أنه يحبهم» فقالوا: من هم يا رسول الله؟ فقال: «علي منهم، علي منهم» يكررها ثلاثاً «وأبو ذرّ، والمقداد، وسلمان أمرني بحبّهم»، إن الله تعالى ورسوله ﷺ يحبان أمير المؤمنين علياً إذاً فحبّه حبٌ لله ولرسوله ﷺ وفي ذلك قال ﷺ: «من أحبني فليحبُّ علياً، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ، ومن أبغض الله أدخله النار»، إن حبّ أمير المؤمنين علي إيمان وبغضه نفاق فقد روي بالإسناد عن أُمّ سلمه قالت: كان رسول الله ﷺ يقول: «لايحبُّ عليّاً منافق ولا يبغضه مؤمن»، وعن أبي سعيد الخدري قال: «إنّا كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب»، وعن أبي ذر قال: «ما كنا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة والبغض لعلي»، وفي المنافقين قال الله عزّ وجلّ: «إنَّ المنَافِقينَ في الدَّركِ الأسفل مِنَ النَّار».

 

الإمام علي هو الوحيد الذي نادى جبرئيل بإسمه المبارك «لافتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار»، وكيف لانحبُّ علياً وحبه مقترن بحب الله تعالى وحب نبيه محمد «صلى الله عليه وآله»، وهو ابو الأيتام وهو منبع الحب والعطف والحنان، فقد قال رسول الله ﷺ: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، ويحكى أنه في احدى الليالي جاء الإمام علي بالطعام إلى أسرة فقدت معيلها وفيها أيتام، فوجد بين الأيتام طفلاً لا يهدأ، فسأله الإمام عن سبب ذلك، فقال الطفل: إن الأطفال يقولون لي أن لا أب لك، فقال له الإمام : قل لهم إن علياً هو أبي، فلم يهدأ الطفل، وقال: إن أطفال جيراننا لهم حصان خشبي وأنا ليس عندي مثله، فجاءه الإمام به ليفرح ويلعب به، ولكن الطفل لم يهدأ وبدأ يتذرع بالذرائع الواحدة تلو الأخرى، وقال للإمام : أريد حصاناً أركبه ويسير بي! فانحنى أمير المؤمنين ليركب الولد على ظهره وقال: ها أنا قد صرت حصاناً لك، فاستمر الإمام بإركاب الطفل على ظهره والسير به حتى استحوذ التعب على الطفل وغفا فوق ظهر الإمام فوضعه في فراشه وغادر الدار.

قُتِل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب على يد أشقى الخلق عبد الرحمن ابن ملجم، فقد ضرب ولي الله أثناء صلاته بسيف مسموم وشق رأسه نصفين وظل يعاني من شدة الجرح وحرارة السم، وكان ذلك في اليوم التاسع عشر من شهر رمضان عام 40 للهجرة، وبعدها افتقدت اليتامى أمير المؤمنين فعن الأصبغ ابن نباته قال لما سمع الأيتام بجرح الإمام علي ووصية الطبيب له بأن يتناول اللبن، يقول بن نباتة: رأيت الأيتام وقد صفوا امام بيت الإمام ويقولون هذا لأبينا علي وعندما خرج الإمام الحسن يتفقدهم رأى أحد الأيتام بيده اللبن وهو يقول باكياً لقد ارسلتم لنا اللبن خذوا اللبن وارجعوا أبونا علي.

وفي ليلة 21 من شهر رمضان اظلمت الدنيا برحيل بطل التوحيد وسيد الخلق بعد النبي محمد «صلى الله عليه وآله» فأعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي ياصاحب الزمان باستشهاد جدك أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وأعظم الله لنا ولكم الأجر في هذا المصاب العظيم.