آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

ما المهم.. أن تعمل أم ماذا تعمل؟

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

كلاهما مهم ويخضع لقواعد، القاعدة الأولى: لن تعمل ما تحب حتى تحب ما تعمل. والثانية: أن تعمل أولا ثم تختار ما تعمل. هاتان قاعدتان ذهبيتان للحصول على وظيفة، وعكسهما قاعدتان مجربتان للمكوث في صفوف البطالة. عندما تدخل مستجدا لسوق العمل، فأنت تريد أن تعمل لتبدأ بناء مهاراتك استقلالك المالي وليس بالضرورة أن تحصل مبكرا على وظيفة الأحلام. وتذكر أن العمل في حد ذاته قيمة عليك إحرازها لتغيير حالتك الوظيفية من ”عاطل“ إلى ”مشتغل“، ومن ”معال“ إلى ”مكتف“، فإن وضعت شرطا فأنت في الأغلب الأعم لست باحثا عن عمل بل عاطل باختيارك. ولا يعني قبولك بوظيفة الآن أن تقضي فيها بقية حياتك؛ فليس هناك ما يمنع أن تبحث عن وظيفة أفضل. وتذكر ثالثا أن عليك ملاحقة فرص العمل وإن كانت بعيدة عن أسرتك وأصدقائك وإن كانت لا تتطابق مع تخصصك. لماذا؟ لأن الكلمة الأولى والأخيرة لسوق العمل، التي ستضع صحيفة أعمالك في الميزان لتقدم لك فرصة وظيفية بأجر، وقد لا تعجبك الفرصة ولا يعجبك الأجر لكن الغلبة للسوق. فإن كنت مؤهلا ومرنا فقد تحصل على أكثر من فرصة لتفاضل بينها، أما إن كنت بلا مهارات وعنيدا فقد لا تجد فرصة.

كيف تحسن فرصك؟ إن كنت يافعا فاسع أن تعمل في العطل أو حتى بعد ساعات الدراسة، من باب المعرفة أن العلاقات بين البشر ليست فقط ضمن نطاق الأسرة؛ أب وأم وإخوة وأسرة ممتدة، وليست فقط الزملاء في المدرسة، ولا تقف عند قرناء الحارة، بل كذلك هناك علاقة من نوع آخر لها ضوابط تسمى علاقة عمل؛ لها رئيس ومرؤوس للقيام بمهمة محددة مقابل أجر. ومن أجل إكساب أبنائها مهارات للنبوغ في الحياة العملية، فهناك أسر رغم أنها ميسورة تصر على أن يقوم يافعوها بأعمال في العطلة الصيفية، من باب التدريب للمقبل من الأيام، وحتى إن كان العمل بسيطا وروتينيا ومردوده المادي بسيطا، فالقصد هو أن الانضباط والاعتمادية للقيام بالمهام البسيطة هما بذور زرع الثقة بالنفس، فضلا عن كونهما مهارتين أساسيتين لا يمكن النجاح دونهما. وقد بينت الدراسات أن اليافعين الذين يخوضون تجارب عمل مبكرة أي في المرحلتين المتوسطة والثانوية يصبح تحصيلهم الدراسي أفضل إثر تلك التجارب. وليس بالضرورة أن يكون العمل مقابل أجر، فللعمل التطوعي مزاياه كذلك... ”يتبع“.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى