آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

سألني سائل

المهندس أمير الصالح *

الاستاذ المرحوم حسن الكرمي كان يطل علينا من برنامج اذاعي عبر اذاعة بي بي سي البريطانية BBC القسم العربي ويبدأ بجملة ”سألني سائل“. البرنامج يعالج مصادر الشعر العربي الجاد والأقوال والحكم والامثال العربية القديمة بتوثيق جاد للمعرفة ومصادر الأشعار العربية واصل الاقوال. وقبل ذلك عرفنا انتاج المرحوم حسن الكرمي من ترجماته للكتب الأجنبية لصالح دار المعارف الكويتية.

ما إستحضر هذا العنوان في ذهني هو انه سألنا سائل عن: «ماذا تشيرون علي بالتصرف في حالة وجود شخص انتحل إسمي الحقيقي او المستعار للكتابه عن مواضيع مختلفة تارة تطابق ارائي وتارة تعارضها ونشرها في قروبات الواتس اب او احد المواقع السايبرية الاخرى ".

انتظرت عدة ايام لعلي أرى من يتقدم بالجواب لذاك التساؤل وكان جوابي حاضرا منذ قراءة السؤال الذي وضعه السائل ولم اسجل تفاعل لتسأل المطروح لتراكم المشاركات المتلاحقة.

وكان جوابي المعد في حينه والموجه للسائل هو: كان يجب ان تعرف وترصد المتصيدين بك شرا لكي لا تنتفخ بمجرد المدح ولا تنكمش بمجرد التزييف لآرائك. فهناك انفس مريضة وشريرة تنتحل اسماء وتسرق افكار وتشوه سمعة الاخرين والاجدر بالانسان ان يترك مسافة بينه وبينها وفي حالة وجود من ينتحل الاسماء لكتابات ان حسنة او سيئة فعليه ان يصرح بعدم كتابته لذاك المقال او القول او الموافقة على ذاك الموقف.

هذا يصدق ايضا فيمن سأل عن حال التعامل مع الاخرين، فسأل سأل: ”ماذا افعل مع من كان متقلب المزاج في تعامله“. فاقول: اترك مسافة كافية ولا تعمق العلاقة واحرص على رسم خطوط حمراء بينك وبينه علك تقلل جلب الصداع لنفسك منه.

وسأل سأل ماذا افعل مع من يقول شي في وجهي ويفعل شي اخر بعيدا عني او يحرض الاخرين ضدي وهو اقوى نفوذا مني او فاجر في الخصومة، كان يقول في وجهك انه صديقك او ابن بلدك وبعيدا عنك او من خلفك هو يسعى سعيا حثيثا في الصاق التهم بك والتشنيع ضد سمعتك ولا يتورع في الطعن في معتقدك التوحيدي او التقول عليك في المحافل او طباعة الكتب وكل مايقع تحت قدرته من وسائل الاعلام والنفوذ لتربص بك. استحضر نفس الجواب بوجوب الحذر وعدم الانخداع وضبط ردود الانفعال وتجنب الاصطدام وترك مسافة كافية وتحصين النفس والاقارب من كيد هكذا طيف بشري وافعال كافة الوسائل القانونية لصد اي تسافل او ايقاف اي استدراج في اي مهاترات. ويستشف صدق النية باقترانه بالفعل الواضح الموافق لما قيل لك امام وجهك. فلابد لمن اذنب ان يستغفر ولمن اخطأ ان يعتذر بحق وحقيق وليس تكرار اسطوانة مشروخة من الاعتذار ثم النكاية والانقلاب او حب خشوم او توسيط الوسطاء من اجل استخطاف مصالح او تجاوز محاسبة او تفويت معاقبة.

سألني سائل عن كيف لنا ان نترك بصمة جميلة وسمعة طيبة لاسيما بعد رحيلنا من هذه الدار الفانية؛ فرددت عليه بالقول: لا اعلم بجوابك ولكن عرفت الجواب في سيرة حياة الاوفياء والشجعان والطيبين والصادقين. فما اجمل اقتفاء الاثر لجميل ما صنع الاوفياء وتجنب صنيع الفجار، فليس للأنسان الا ماسعى.