آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

عناقيد تتدلى فوق أهازيج الحياة

ليلى الزاهر *

في مرمى التربية لايستطيع أحدهم أن يسدّد ضربة بهدف محسوب إلا إذا كان الحارس غير مؤهل جيدا للحراسة.

وإذا بحثنا عن مرادف لكلمة «حراسة» سوف تدهشنا المعاني الجميلة، وسوف نرتقي بوسام الكلمة إذ من أجمل مرادفاتها: ظِلّ، كَفَالَة، كَنَف، وِقَاء، أَمَانَ، طُمَأنينة.

وجميعها على التوالي تشير إلى القدرة على الحب، والرؤية الجليّة للأهداف، والملاذ الآمن للإنسان.

إن المقدرة على زرع الحبّ من مكملّات مهارات التواصل مع الناشئين فهو يتصدّر المهارات السلوكية في خلق شخصية مُحبّة تتبادل المودة والمحبة «يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ»

ومن المناهج التربوية النبوية التي أحدثت صدى جميلا في مضمار التربية: «تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ» فقد استحدثها الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم للتوافق مع الأصول التربوية التطبيقية وبعيدا عن المهارات النظرية التي تتضاءل مع المشهد التربوي الحيّ.

والأصول التربوية التطبيقية تخلق آدابًا وعلمًا يلتصق بالذاكرة ويُهيّء لعمر آخر يخلو من المعوقات؛ لأنه يكون بالمشاهدة العينيّة لا النظريات المقروءة كالتطبيق العملي للوضوء والصلاة.

والحب من أجمل المشاعر التي يمكن أن يُظهرها الوالدان بينهما لنزع فتيل القلق وإضاءة الحياة بنور وهّاج تتدلى من خلاله عناقيد تزهر بها أهازيج الحياة، ويشعر الأطفال من خلاله بالطمأنينة والانتماء للأسرة لتكون الأسرة الملاذ الحقيقي للأبناء.

والحب الأُسَريّ يكفل بيئة نقيّة خالية من شوائب المتغيرات التي تشهدها الساحة التربوية الآن. كما أنه يندرج تحت حماية الطفل من التناقض الفكري والسلوكي والذي يُعدّه التربويين أمرا يقتضيه الواجب ويُشدد عليه المنهج النبوي: «تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ»

فعندما تقول لطفلك: لا يستطيع أحد ركوب ظهرك؛ إلّا إذا كنت منحنيًا لابد أن تكون بعيدا عن صفات الشخصية الانهزامية، وكلمتك نافذة في نطاق أسرتك، رأيك جزل بين الناس، وتألقك لافت للانتباه، ولك إشادات ثناء بمبادئك الصحيحة التي عُرفْتَ بها وهذا من صميم التنشئة للبقية المتبقية من الحياة المقبلة كما قال دوستويفسكي: «صدق الذين زعموا إذن أن النصف الثاني من عمر الإنسان إنما تحدده العادات التي يكون قد اكتسبها خلال النصف الأول»

ربما تلتقي يوما بعصبة غريبة الأطوار تختلف تماما عن أولئك الذين درجت معهم عندها لن تملك إلا أن تحلّق بعيدا في فضاء آخر لايجمعك بهم فِرَارًا ورُعْبًا منهم.