آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 9:00 م

مثلث الحب

فراس حسين الشواف *

الحب في المنظور الفلسفي له عدة تعريفات متباينة تتحدث عن أصل الحب وفق العديد من الإطلاعات للمذهب التصوري، واخرى للمذهب الواقعي وغالبا ما يغلب على تلك الأبحاث الجانب العلمي والمادي حيث أن نوع التجارب يعتمد في الواقع على ما مر به الفيلسوف أو الباحث وفق المعطيات ليتم طرحها بأرقام أو نسب تعتبر مقياسا لحجمها الذي يشكل أساسا لأي قياس في محور البحث المطروح، حيث أن القناعات والأراء تشكلت وفقا لما قرأه الباحث من نماذج ومن هنا يمكن اعتبار رأيه سليما يتم الأخذ به واعتماده.

من الجانب الآخر فإن معنى الحب وتفسيره في أغلب المعاجم الفلسفية انه نوع من العاطفة الجاذبة لشخص نحو شخص من الجنس الآخر، وبهذا فهي تحمل معنى خاصا مصدره الشخص الأول. إضافة لهذا فإن الميل الجنسي يعتبر نوعا من اللذة التي تنشط نتيجة الحب، وتكون اللذة مادية أو معنوية، بمعنى آخر فالحب فلسفيا يعني الميل إلى الشيء أو المر السار بهدف إرضاء غايات روحية أو مادية. «مقتبس من مفهوم الحب في الفلسفة»

مفردة «الحب» هيا الأكثر أستعمالا على مدى التاريخ ويعد الحب من المفاهيم المنتشرة بكثرة إلا أن تعريفه يختلف بختلاف التجارب الحياتية، أما علماء النفس فقد وضعوا تفسيرا شاملا يوضح ماهية الحب، فقالو انه نوع من انواع الأنفعالات يترجم على شكل شعور قوي يصدر لأسباب حسية، حيث تنقله الحواس إلى الدماغ والذي يصدر بدوره أوامر فورية للجسد تنبهه بوجود مثير خارجي فيستجيب الجسد لهذا المثير الخارجي بمجموعة من التغيرات الجسدية التي تختلف في حدتها حسب نوع الأنفعال، فقد يصاب البعض بالتعرق والرعشة في الأطراف أو التلعثم في الكلام، ويصاب البعض الآخر بالخجل واحمرار الخدين، وهذه التغيرات الجسدية قد تستمر لفترات زمنية طويلة وقد تختفي باختفاء المسبب. التعريف مقتبس من كتاب «The psychology of love»

لقد تم التعريج على الجانبين الفلسفي والنفسي من خلال تعريفات العلماء حول مفردة الحب من خلال الدراسة العلمية والبحثية كل على حدى إلا أن الحب من منظور الأسلام لايختلف كثيرا عن التعريفات السابقة سوا أنه كامل شامل بلا نقص وفيه حث واضح على ان الحب له مكانه الصحيح فقد قال الله تعالى في محكم آياته ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ صدق الله العلي العظيم.

الحب آية من آيات الله تكونت بخلق ازواج من أنفسنا لنسكن اليها والحب ماهو إلا خليط بين المودة والرحمة، المودة تكون للمحب أما الرحمة فهي للمحبوب وفي الآية اندماج واضح للمشاعر والسلوك ﴿لتسكنوا اليها تأصلت بتشريع رباني حثنا على الزواج، وما الزواج إلا تعبير عن المحبة الحقيقة فمن المستحيل أن تستمر الحياة الزوجية بدون حب ومودة، عن أبي الحسن قال: «جاء رجل إلى أبي جعفر فقال له: هل لك من زوجة؟ قال: لا، فقال أبو جعفر : لا احبّ أنّ لي الدّنيا وما فيها، وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة، ثمّ قال: إنّ ركعتين يصلّيهما متزوّج أفضل من رجل عزب يقوم ليله، ويصوم نهاره».

وروي أنّه جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: «إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّل به غيرك، وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً. فقال رسول الله ﷺ: بشّرها بالجنّة وقل لها: إنّك عاملة من عمّال الله، ولك في كلّ يوم أجر سبعين شهيدا».

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
Zainab Sufair
[ القديح ]: 19 / 6 / 2019م - 7:28 م
اللهم اجمع قلوب المحبين كما تُحب وترضى كما جمعت بين علي وفاطمة عليهما السلام

ولا عذب الله قلباً بمحبة من لايقدر مشاعره العميقة
حسابات التواصل الاجتماعي:
تويتر: AlshawafFeras@
انستقرام : alshawaf_feras
سناب شات : feras-hussin
فيس بوك: Al-shawaf Feras