آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 4:55 م

جاسم الجاسم.. لروحه الراحة

أثير السادة *

كنا وإياه على امتداد طاولة الإعلاميين، الحدث هو مهرجان المسرح الخليجي بالدوحة، اللقاء بدا مكهربا منذ بدايته، فالوفد السعودي المتمثل بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام قد اشتكى من تجاهل مطبوعات المهرجان له.. كانت هذه الشكاية تكفي لفتح النار على شخصي بوصفي السعودي الوحيد في اللجنة الإعلامية.. تكفل صديقنا جاسم بتقديم المرافعة وقلب الطاولة لينتهي اللقاء بوعود لتطييب الخواطر.

عادة ما تترك اللقطة الأولى أثرا عميقا في العلاقة بين أي شخصين، لذلك حملت معي حساسية تجاه الصحفي الذي لم أعرفه إلا للتو.... لكن وقتا بطول أشهر قليلة كان كافيا لإذابتها.. عدنا مجددا إلى الدوحة، والمناسبة هي مهرجان الدوحة الثقافي الأول.. كلانا الآن في غرفة الإعلاميين... نسي هو كل الضجيج الذي مر وتذكر بأني من بني وطنه... تبادلنا الحديث، وتذكرنا صورة محرم التي كنت أحسبها غائبة عن هذا المكان.

اكتشفت بأن هذا الصحفي الذي لا يحضرني يملك ذاكرة وحضورا متنوعا، يجعله خبيرا في تفاصيل الدوحة آنذاك... حملتنا ليلة العاشر من محرم إلى مغادرة المهرجان، والتجوال في حي الهلال.. أخذنا الجاسم إلى مأتم المعجم ومأتم البحارنة، نسي كل المواعيد الثقافية ليلتها وركض بنا إلى تكايات وزوايا لا عهد لي بها من قبل خارج البلاد.

كانت صورته الصحفية تثير فيني الكثير من الفضول، خروجه من أرامكو بعد دخولها كمحرر في نشراتها، تنوع دائرة اهتماماته، مثلما أثار فيني الحزن وهو يحدثني عن عدم قدرته على الإبصار في اتصال للإطمئنان على صحته.

ظل وفيا لشواغله القديمة، يقصد المناسبات الثقافية، يتذكر فيها يومياته والأصدقاء... جاسم الجاسم، صورة من التعب في مشوار حياتي وصحافي متقلب... لروحه الراحة