آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

لماذا تزداد معدلات الطلاق في مجتمعنا؟

فاضل العماني * صحيفة الرياض

قبل الإجابة على السؤال/العنوان أعلاه، أجدني بحاجة ضرورية لرصد هذه الأرقام والإحصائيات والنسب الصادمة التي تضمنها ”الكتاب الإحصائي السنوي لعام 2018“ والذي يصدر من مصلحة الإحصاءات العامة حول ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي التي أصبحت كابوساً مخيفاً، بل كارثة حقيقية.

أرقام وإحصائيات ونسب صادمة حدّ الفزع، سجلتها معدلات الطلاق في المجتمع السعودي والتي تشهد ارتفاعاً مضطرداً وغير مسبوق، فعدد صكوك الطلاق الصادرة من وزارة العدل في عام 2018 هي الأعلى في تاريخ السعودية، حيث تجاوزت ال 58 ألف صك، بنسبة 28 ٪ من إجمالي عقود الزواج التي بلغت نحو 150 ألف عقد. وبشيء من التفصيل المحزن، نجد أن معدل الطلاق وصل إلى 7 حالات في الساعة الواحدة، أي بمعدل يتجاوز ال 160 حالة طلاق يومياً، وأن كل 10 زيجات يُقابلها 3 حالات طلاق، أي أن ثلث حالات الزواج سنوياً في المجتمع السعودي مصيرها الفشل.

لا شك أن هذه المعدلات المرتفعة والمخيفة لحالات الطلاق، ستكون سبباً رئيساً في بروز الكثير من الظواهر والسلوكيات الاجتماعية السلبية والخطيرة في المجتمع.

والكتابة حول أسباب تنامي وتفشي هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة، تحتاج للكثير من الدراسات والبحوث المتخصصة، ولكنني عبر هذه المساحة المحدودة، سأشير بشيء من الاختصار إلى أهم خمسة أسباب أدت إلى زيادة معدلات الطلاق في المجتمع السعودي:

السبب الأول: وهو ”عدم التكافؤ“ بين الطرفين/الزوجين، سواء العاطفي أو الفكري أو الاجتماعي، فتتحول حياتهما إلى جحيم.

السبب الثاني: وهو ”غياب الثقافة الزوجية“ عن الطرفين، ما يجعلهما غير قادرين على حماية واستمرار هذه الشراكة الإنسانية الجميلة.

السبب الثالث: وهو ”التدخلات الخارجية“ والتي عادة ما تكون من الأم أو الأب أو من بعض الأقارب والأصدقاء، فتتحول هذه المؤسسة الصغيرة إلى ساحة كبرى تغص بالخلافات والتدخلات التي لا يمكن السيطرة عليها.

السبب الرابع: وهو ”سيطرة الرتابة“ على حياة الزوجين، بحيث تُصاب العلاقة الزوجية بالفتور والملل، فيعيش كل منهما في جزيرة معزولة عن الآخر.

السبب الخامس: وهو ”عدم تحمل المسؤولية“ بين الطرفين، إذ يُشير كل طرف بأصبع الاتهام للطرف الآخر ويُحمله المسؤولية كاملة عن كل تقصير وخلل.

في المقال القادم، سأرصد خمسة من الأسرار التي تحمي العلاقة الزوجية من شبح الطلاق.