آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

زواج النورين علي وفاطمة (ع) قدوة لنا

عبد الرزاق الكوي

أن لمثلي أن أحصي مآثرهما أم كيف لي سرد نبد من سجاياهم

فالله فضلهم والله شرفهم والله طهرهم والله زكاهم

كان زواج أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام زواج نور رباني لأعظم مخلوقين قدرا ومكانة عند الله جل وعلا من بعد النبي الأكرم صلى الله عليه واله، كان تأسيس لمسيرة مظفرة لامتداد الرسول وحفظ الرسالة بالتقاء النورين المباركين وذريتهم الجليلة القدر والمكانة، فالمؤسس كان الرسول الأعظم والزوج أمير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب الدين تلميذ رسول الله الأكرم، والزوجة سيدة نساء العالمين البتول ام ابيها صاحبة الفضل والمكانة عند الله جل وعلا وعند الرسول ﷺ انجب هذا الزواج المبارك سيدي شباب اهل الجنة سبطي الرسول.

ازدانت السماء قبل الارض بهذا الزواج الرسالي المبارك ترسيخا للولاية بعد النبوة ودفاعا وحفظ للدين في حياة الرسول وبعد انتقاله للرفيق الأعلى، ادخل هذا الزواج المبارك على قلب الرسول الأكرم السرور والبهجة والفرح، واستمرت افراح المؤمنين ببركة هذا الزواج.

كان لقاء الإيمان كله بالإيمان كله فكانت حياة المحبة والرضا والقناعة والوئام وتزينها العاطفة المتبادلة لخير من على اهل الارض، اجتمعت فيهم جميع المزايا الربانية والمواهب الإيمانية والفضائل الاسلامية مالم تجمع في أحد، فكانوا منذ ولدو ولا زالو حتى تقوم الساعة طهارة لهذه الارض وقدوة لكل مؤمن ومؤمنة، حياة منسجمة مع الدين الحنيف ومكارم الأخلاق وحسن العلاقة فالنور نور الله سكن قلبيهم والمربي رسول الله ﷺ

حياة تزداد اشراقا بقربهم من الله جل وعلا، ورضا بما منّ الله جل وعلا عليهم من فضله وتلطف عليهم برضاه تحت نظر ورعاية سيد المرسلين الصادق الأمين صاحب الخلق الجليلة فكان يدعوا لهم ويحث من حوله على محبتهم فهم امتداده وحماة دينه واستمرار رسالته، عاشا في حياة الرسول ﷺ قريري العين سعداء النفس، عاشوا روح البساطة في حياتهم بما يرضي الله تعالى وليكونوا قدوة تقدى بها من بعدهم لمحبيهم. فكان البيت الوحيد الذي ضم معصومين وببركة الله وفضله انجبى معصومين وسيدا شباب اهل الجنة.

باع امير المؤمنين درعه من اجل ان يدفع مهرا بسيط لأعظم أمرأه على وجه الارض، تسابق على خطبتها كبار الصحابة من اجل نيل المكانة فكان صاحب المكانة علي ومن الى فاطمة غير علي ومن الى علي غير فاطمة ، فبثمن الدرع كان المهر ووليمة العرس وتجهيز المنزل، غاية في التواضع والرضا كانا ينظران ليوم غير هذا اليوم تبنى فيه القصور بالأعمال وليس بالأموال.

قال رسول الله صلى الله عليه واله:

«ما بني بناء في الاسلام أحب إلى الله من التزويج»

فالرسول الأكرم حث على الزواج وأراد لنا ان يكون زواج النورين قدوة لنا في وقت نحن في امس الحاجة لهذه القدوة في هذه الأيام ونحن نبتعد عن سنة الرسول الأكرم وال بيته في أمور الزواج، فلم شمل مؤمنين بالحلال هو اعلاء كلمة لا اله الا الله في الارض ونور يقتدي با أهل البيت .

قال رسول الله صلى الله عليه واله:

«ما يمنع المؤمن أن يتخد اهلًا لعل الله أن يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا اله إلا الله».

كان زواج اعظم مخلوقين متواضع فيه رضا الله وبركته لان عمل فيه بما يرضاه، فلننظر لحالنا ونحن ندعي انهم لنا قدوة ونكن في قلوبنا لهم محبة، فماذا عمرنا الى آخرتنا في حياتنا هل عمرنا رضا الله تعالى واحيينا سنة الرسول المصطفى واتبعنا اهل البيت وجعلناهم قدوة.

فالمعيار في المحبة اتباع من تحب وتسير على خطاه وتعمل بسنته، ليس بتعمير القصور ولبس الحرير والديباج واقتناع النفاس ونسيان المبادئ،

فماذا يعني محبتي الى اهل البيت هل لفظ نتلفظه او عادة تربينا عليها ان ننظر في عجالة في أمر واحد من شؤون حياتنا وهو الزواج هذه الأيام، ونضع المعيار اهل البيت ونحن نقول ان في رضاهم رضا الرسول صلى الله عليه واله ورضاه رضا الله جل وعلا، فماذا يكون الجواب هل نستطيع ان نقول اننا متوافقون مع اهل البيت او زواجنا زواج جاهلية نهى عنه الرسول ﷺ ان محبتنا غير كاملة الى البيت ولا رضا فيها من قبلهم.

نحن ندعو الله جل وعلا ان يتفضل علينا بنعمه ونتوسل بالأئمة من اجل ان يرزقنا الله تعالى من خيره، وإذا من الله تعالى بالخير كيف نتصرف بهذا الخير في مناسباتنا، وكيف نهدر نعمة ونعرف اذا لم نكون محافظين على النعمة فهيا زوالة، وإذا والعياد بالله ما تسبب غضب الله جل وعلا، فلولا الرحمة منه تعالى لنزلة النقمة.

فالثقافة المادية أفقدتنا تحمل المسؤولية وابتعدنا كثير عن رضا وبركة الله تعالى في حياتنا، أصبحت حياتنا يكتنفها الزيف نتيجة جهل وقلة وعي وعدم اهتمام، أصبحنا أسارى للماديات والمظاهر والتفاخر المصاحب بكثير من اللهو وبشكل مبالغ فيه ويزداد سوء يوم بعد يوم، والنتيجة قلة البركة اولا نحن محاسبين عليه وثانيا يؤثر في تأخير الزواج وهي سنة مباركة ويؤثر اثناء الزواج بكثرة المصاريف في الكماليات ويؤثر على الحياة الزوجية واستقرارها بسبب الديون الذي تمتد عدة سنوات في تسديدها. فنحن مأثومين ومديونين وغير سعداء في حياتنا. تصل في احيان الى انفصال الزوجين بسبب الديون وضعف الحال.

أصبح الزواج المفترض فيه السعادة والمودة والرحمة ورقي والى ما يرضي الله جل وعلا أصبح عبء وهم على الاسرة المتأثر فيه أولادنا وبناتنا الذين هم أمانة في أعناقنا،

جميل ان يفرح الزوجان وعائلتهم واهلهم وأقربائهم وأصدقائهم بليلة العمر بزواج عزيزا لهم لكن باستخدام العقل وتدبير الامور والتصرف بمسؤولية.

لا احد مقتنع بالذي يحدث منذ بداية الخطوبة حتى إتمام الزواج وكلها عادات أصبحت واقع بل تزداد هذه العادات يوم بعد يوم وصلت الى مالا تحمد عقباه، فالأموال تذهب في الشكليات والكماليات همنا التفاخر ورضا الناس على رضا الله تعالى، والخاسر الجميع، فالأول كان زواج والان عقد بمواصفات الزواج بمصاريفه وجميع تبعاته، وزواج نفكر فيه كيف يكون أفضل من زواج من سبقونا.

كانوا من نعتبرهم قدوتنا زواجهم متواضع فحلت فيه البركة، وكسبوا الأجر والثواب عرض على الرسول من قبل الصحابة من هم اصحاب الأموال من كان يلبس سيدة نساء العالمين الذهب والالماس، وإقامة افخر الولائم وأعظم الحفلات وتلبس الحرير المطرز بالؤلو والمرجان، فاختاروا وليمة تجمع على أطرافها البركة والخير والهناء، ورضا الله عمروا لهم بيوتا في الآخرة،

علينا جميعا أن نضع كل القيم الخاطئة من الاسراف لتحل محلها القيم الصحيحة لتنعكس علينا حياة كريمة اساسها الصفاء ويحفها السرور بدل الديون. لنبتعد عن التفاخر الممقوة والعادات المستحدثة المضرة بنا والمؤثرة على مستقبل ابناءنا وبناتنا، نترك العادات الدخيلة التي اثقلت كاهلنا وتذهب ببركة أفراحنا، وتخنق سعادتنا.

نرجع الى الصحيح والتأسي بمن نحب اهل البيت لتشملنا بركاتهم، فالجميع في سفينة والكل مسؤول من اجل ان تصل الى بر الأمان، ان لا تصل حياتنا الى فتنه في تأخر الزواج، بدل ما تشملنا الرحمة من رب العباد يشملنا غضبه جل وعلا.

فالزواج مثل الفاكهة حلاوته وأفضل أوقاته في وقت نضوجه، ونحن بقلة عقل نترك هذا الثمرة الغالية لتذهب قيمتها وتقل أهميتها وتفقد لا سمح الله فائدتها.

الان بعض الحسينيات ترفض إقامة البوفيات اثناء الزواج، وسعدت كثيرا عند حضوري زواج اقتصر على المرتبطات وبعض المأكولات الخفيفة تمرر على من يحضر الزواج بدون زحمة البوفيات والأطباق والأكل المتناثر في كل مكان مما يسبب بفوضى وازدحام يكون فيه شكل المكان غير لائق بهذه المناسبة وحضور كثير من الأشخاص من خارج البلد للمشاركة، اذا كان ولا بد ان يعمل وليمة غذاء بعد الزواج للأهل والأصدقاء، والمقربين بركة.

نحن بحاجة الى وعي وتفكر كثيرا من مخافة ان تصل الامور الى غضب الله جل وعلا.