آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

”مناشدة“ أهالي جزيرة تاروت أزاء الوضع المؤسف

أحمد منصور الخرمدي *

منذ عشرات السنين وبعلم الجميع، هناك الجهود والمساعي المبذولة من كافة الأهالي الخيرين بجزيرة تاروت، مطالبات ومناشدات كتابية وزيارات ميدانية للمسؤولين بالجهات المعنية من إدارات وجهات عليا منها وزارة الصحة الموقرة، مفادها الحاحهم بتلبية مطالبهم في تحسين الخدمات الصحية في مراكز الرعاية الأولية في جزيرتهم بما يتناسب مع إحتياجات المرضى المراجعين لتلك النقاط يوميآ وبتغطية النواقص في عدد الأطباء والكوادر الطبية والمختبرات والأشعة ووحدات علاجيه تفتقر إلى الكثير من التأهيل كعيادات الأسنان والنساء وعدم وجود مختصين لبعض الأمراض كطبيب عيون وغير ذلك وفي نفس الوقت ومند فترة زمنية طويلة والأهالي من توفاهم الله ومنهم باقون على قيد الحياة، مطالباتهم الحثيثة والجادة بانشاء مستشفى عام للجزيرة الذي سبق وأن تمت الموافقة على انشاءه واؤيد من المسؤولين بالمحافظة رعاهم الله وقد وجدت الأرض وتم الرفع للجهة المختصة، وهو امل لو ان تحقق، قد يكون بديلآ لمستشفى عام متميز كان على الأرض من بلدة الربيعية بسعة سريرية وعلاجية وجراحة متفوقة حينذاك ومنذ ما يقارب الأربعون عامآ تم هدمه على أمل إعادة بناء اخر عوضآ عنه بما يناسب مع الوضع الصحي والعدد السكاني للجزيرة ومما سوف يخفف العبئ المتزايد على المستشفى المركزي بالقطيف والمستشفيات الأخرى بالمنطقة.

مما يلفت النظر أن المشكلة والوضع الصحي بالجزيرة باقي على ما هو، وللأسف زاد اشكالآ لكل متابع له، فقنوات التواصل الإجتماعي من أهالي الجزيرة بجميع تعدادها وتصنيفها وبعض المواقع الصحفية الإلكترونية، تكتض هذه الأيام إستياءآ واحباطآ وبالتسألات تارة وبالمطالبات تارة أخرى وبمناشدة المسؤولين وعلى رأسهم معالي وزير الصحة الموقر رافعين شكواهم وتظلمهم عن عدم توفر نقطة علاجية خلال هذه الفترة في مقر سكناهم جزيرة تاروت البالغ عدد سكانها ما يقارب المائة والثمانون ألف نسمه ومساحتها الجغرافية من البحر إلى البحر ما يقارب السبعون كيلومتر مربع وعدد بلداتها واحياءها السكنية العشرون وأكثر وفي ظل عدم تواجد للهلال الأحمر السعودي بالجزيرة.

في هذا الوقت تأتي المفاجأة والغير متوقعة بتاتآ وكأنها إشارة واضحة للأسف الشديد أن هذه الجزيرة التي هي من ربوع الوطن الغالي بمحافظة القطيف والتي تحمل اسم تاريخي قديم «تاروت» ورغم المطالبات التي تعدت الأسقف فهي لا تستحق في نظرهم حتى نقطة طوارىء علاجيه وذلك وكما جاء مضمونآ، بالبيان الأخير الصادر من مركز التجمع الصحي الأول بالشرقيه بتحديد أربعة مراكز تعمل خلال عطلة عيد الأضحى المبارك بمحافظة القطيف متفاوتة الأوقات منها من الساعة 8 صباحآ حتى 11 المساء مركز الشويكة فقط والبقية ساعات مغايرة مما تضيف صعوبة على افهام للمراجعين من المرضى، من أصل حوالي خمسة وثلاثون مركزآ والذي جميعها بأشراف وإدارة تشغيلية مستشفى القطيف المركزي حسب ما تم التنويه عنه من قبل المدير التنفيذي للمستشفى سعادة الدكتور رياض طاهر الموسى بلقاء الأهالي بمبادرة يشكرون عليها الكفاءات الوطنية المخلصة، العاملة بالديوانية التابعة للجنة التنمية الإجتماعية الأهلية بالقطيف بعنوان ”تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية في رؤية 2030“ في مستشفى القطيف المركزي والمراكز الصحية بالقطيف مستبشرين الأهالي خيرآ، وذلك مساء يوم الأربعاء 7 ذو القعدة 1440 وكما جاء لاحقآ من مصادر مسؤولين بالمستشفى بتحويل الحالات الأسعافية العاديه والغير عاجلة للمراكز الأولية بالمحافظة مراعاة لقسم الطوارئ لديهم، البيان الأخير المشار إليه هذه المرحلة والذي لا نعلم كيف بنيت مرئياته، مستبعد منها جزيرة تاروت، هذه الجزيرة إضافة لما ذكر فهي الجزيرة الأكبر في المملكة والثانية في الخليج والتي تعود تاريخيأ إلى أكثر من خمسة الآف سنة قبل الميلاد والتي تحتضن أراضيها من التراث والأثار ما لم يستطيع حتى الآن مؤرخ ولا باحث من حصرها أو اكتشاف مكنونها التاريخي الثمين.

بهذا القرار المؤسف حقآ ”تاروت لا تستحق“، هو بمثابة الصدمة التي أوجعت القلوب وزادت من حالات الأحباط واليأس لدى الأهالي ونتيجته واضحة كالشمس، وخيمة على صحة الأهالي والمرضى من أطفال وكبار سن ونساء والجميع بشكل عام وما قد يحدث من حالات طوارىء بساعات متأخرة من الليل لا سمح الله وحيث بعد المسافة لأقرب نقطة علاجية بمدينة القطيف والتي يربطها بالجزيرة جسور اذا ما سلك المواطن أحدها وحدث عطل في الجسر فسوف يكون معلقآ بمريضه وحالته الأسعافية.

لا يسعنا إلا أن نفوض الأمر لله سبحانه وتعالى، ثم الأمل الكبير لكل من له ضمير إنساني من المسؤولين حفظهم الله ولا يخفى على الجميع ما قام به الأهالي حرسهم الله من كل مكروه، من مناشدة على التويتر لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بعد كتاب وجه إلى مدير التجمع الصحي الأول في المنطقة الشرقية بأرسالية بريدية رقم RR022991537SA وتاريخ 30/7/2019 لم تأتي الأجابة حتى الآن..