آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 9:00 م

نزاع الورثة

سلمان العنكي

الميراث كل ما تركه المُتوفى. من ثابت ومنقول. ويصدق عليه شرعاً أنه ميراث قابل للقسمة بعد استبعاد بعض بنوده بحسب المفهوم الشرعي،،، وانا هنا لااستعرضه من الناحية الشرعية ليس من اختصاصي ولا المستهدف،،، اتكلم عن نزاع الورثة فيه وعليه عند التقسيم وبحكم خبرتي الطويلة في هذا المجال مرت عليٌ مواقف لورثة «مااكثرها» تنازعوا على ارثٍ اخجل ان اذكر الاسباب وخشية عدم التصديق «لانها اقل من تافهة» خاصة بيننا كمؤمنين وارحام من طبقة واحدة، وبسبب النزاع خسرها الجميع، وبقيت العداوة يتوارثونها جيلاً بعد جيل، من هنا أقدّم لابناء مجتمعي تنبيهاً ونصيحةً في هذا الموضوع: - اولاً: التركة «الميراث» أشبه بكرة ثلج ملقاة في رمضاء. كلما مرت الساعات والايام، الحرارة اذابت بعضها الى ان تتلاشى وتذوب بكاملها ولايُستفاد منها.

وربما سائلها اضر بالمكان واحتاج لاصلاح اويُفسد ماجاور. هي التركة اذا لم تُقسم بين اول طبقة تنتقل للطبقة الثانية يصعب حلها وقد لاتُحل. وتنتقل للطبقة الثالثة اومابعدها وقد تفشت الخلافات والعداوة بين مستحقيها اكثر واكثر. وقل نصيب الوارث فيتركها.

وكثر القُصر وفاقدو الاهلية فيها، وعُطلت الى مالانهاية او يستحوذ عليها البعض فتزيد المشاكل والمقاطعة بين الارحام وحينها حلها شبه مستحيل. ولايُستبعد ان تمتد اليها ايادي غيرالمستحق ومن يدعي له فيها وهوليس كذلك «وقدحصل»

ثانياً: التركة مالٌ حصلت عليه من تعب غيرك. ومن يشاركك فيه اقرب الارحام اليك. والتأخير يضر بالجميع والمحتاج اكثر ضرراً. للضعيف فيها سد حاجة لوقُسمت في حينها. من هنا ماهو الضير لغير المحتاج من الورثة وحتى المحتاج منهم ان يتساعد ولو ببعضٍ من حقه تنازلاً لوجه الله وحق الرحم وحفظ الود؟ وتُقسم بدلاً من ان يقف حجر عثرة، وفي هذه الحالة الكل مستفيد.. هذا عين الصواب والاصلح.

ولكن وللاسف بعض المتمكنين من الورثة وغير المحتاج. يناور ويماطل وقت توزيعها ليستغل ويجبر المرأة والبسيط والمعوز ومن يكره التنازع ان يبيع اويتنازل بثمن بخس. ليستولي عليها كاملة أو جلها. وهو للبقية ظالم. ثالثا: ما اعلمه ان هناك تركات مضى عليها اكثرمن اربعين سنة معطلة. توفيت الطبقة الاولى من الورثة أو اغلبهم ولم تُحل. وفيها عقارات كثيرة الدخل ولهم حقوق لذا الغير، ولكن لخلافهم عُطلت وخسِروا ريعَها وخُربت وتحتاج الآن لاصلاح، هذه النتيجة ماالفائدة؟

رابعاً: يلجأ بعض الورثة الى الجهات الشرعية والمطالبة بحقه منها. وهذا يكلفه الكثير من الوقت وطول المدة تمتد لسنوات، أو يُنيب من يمثله امام القضاء ويبذل له مالاً. لماذا؟ الا أن يكون مجبراً. لوتنازل عن بعض حقه لمااحتاج الى مافعل.

ومع ذلك لايضمن ان تكون النتائج لصالحه لان الفقهاء لهم ارآء مختلفة في بعض المسائل المتعلقة بالميراث مايراه هذا لايراه ذاك. وكل له حجته ودليله في اصدارحكمه. وربما كان هو الخاسر. وان كسب القضية حكماً. وقد يخسر مرتين.

وايٍ كان هذا اوذاك يكون خَلَقَ عداوة بينه وبين اخيه واخته وأقرب رحمه، أو الغى العمل بوصية المُورِث لان في بعضها ما لاتقره بعض المحاكم، وغير بعيد أن يحوّل وقفاً لملك اوالدفع لغير مستحق. لعدم شرعيته عند البعض. اهذا جزاء مورثك؟

خامساً: نحن اليوم مورَثون وغداًمورِثون.... نصيحتي لكم جميعاً ومن واقع خبرة ان يُترك التنازع ويُسارع في توزيعها. ويَتنازل كلُ طرف عن بعض ماله ان رأى ان المطالبة بكامله يعطلها. حتى لايتعرض الجميع للخسارة بسبب النزاع ولايسمحوا لنشوب خلاف وقطيعة.

ويُريحوا المُورث في قبره برضاهم مع بعضهم. وهذا لصالح الجميع دون استثناء. وقتها يحسُ الكل بلذة ماأصابه منها. وهم اخوان وارحام متحابون حانون على بعض. تسود الالفة بينهم.

ارجو ان يحتكم الورثة لهذه النصيحة ويعملوا بما تجمعهم نتائجها، سائلاً من الله تعالى التوفيق والهدايةللجميع.