الاقناع والإحسان ومعركة كسب قلوب الناس
هناك ادوات تفكيرية ونقدية يستخدمها كل شخص منا الى جانب ادوات اخرى لبلوغ مراده من ايقاع احد صور الاقناع او بسط الامر الواقع او الظفر في المجادلة او اقامة الحجة او كسب الاخرين الى جانبه او اسقاط حجة خصمه. اسرد منها التالي:
التأكيد Assertiveness
الالتباس ambiguity
الالتباس الدلالي amphiboly
القول الماثور adage
محاجة الانسان بكلامه ad hominem move
اثبات المقدم affirming the antecedent
التفسيرات البديلة
الاستفادة من الشك benefit of the doubt
عقلية الابيض والاسود
السبب والنتيجة cause and effect
الحجج الدائرية circular definition
التحيز bias
التناقض contradiction
الضُدان contraries
مغالطة الاسباب الرديئة
مغالطة الصحبة السيئة
الفرضيات assumption
الادلة المروية / الحكايات anecdotal evidence
التوسل بالسلطة Appeal to authority
الاستنباط deduction
الالهاء distraction
التجريبي والتنظيري
الاشتراك اللفظي equivocation
ادعاء الشياع everyone does it
المقدمات المضمرة suppressed Premises
... الخ
يقول علماء الاتصال البشري بان
الأنسان المُقنع في تواصله مع الاخرين يعمل جاهدا على تجنب الامور التالية:
- تجنب الجدال arguing
لان الجدال مضيعة للوقت ومثبط للانتاج وتنخرط فيه التشنجات العاطفية ويزيد من مستوى الحدية وينحدر من مستوى المسؤولية المهنية او القيمة النوعية للشخص. ومن طرف اخر ينبه بعض خبراء الاتصال البشري على ضرورة اخذ الحيطة والحذر من:
تعريض النفس لـ غسيل الدماغ brainstorming والتغرير
وممن يسيئ استخدام القوة power
ومن الخداع deception والمخادعين
وهذه التقنيات السيئة في تمرير الاجندات يستعين بها بعض من الناس ضد الاخرين. الاقناع المؤثر يعرفه البعض بانه هو اشبه بعملية التفاوض مع ايجاد سلم تعلم مشترك بين الاطراف المتخاطبة لايجاد نقاط وحلول مشتركة بين الطرفين للوصول لحالة مقبولة عند الطرفين وهم بكامل الرضا الداخلي والنفسي او شي يقارب لذلك الحال. وهناك تعاريف اخرى لا يتسع المقام لطرحها هنا.
وتذكر اخي القارئ / القارئة انه من دون وجود موثوقية credibility مشتركة بين اطراف الحوار، فان كل بناء الاقناع هو بناء على شفا جرف هار كما يقول موديل conger للاقناع؛ لان ايجاد الثقة هي الخطوة الاولى والاساس نحو رحلة الاقناع الفردي او الجماعي. البعض يخطئ بان يعتقد بان بلوغ مرحلة الاقناع التام مبني فقط وفقط على صلابة الحجج والادلة الدامغة التي يقدمها ك good argument. ولذا تلاحظ بانه هناك الكثير من القضايا الخلافية اصبحت معلقة بين الخصماء لمدة تتجاوز المئات من السنين واضاع بعض الخصماء الحقيقة او لم تعد الاولوية لديهم ايجاد الحقيقة. اضف الى ذلك اذا استطال شر الاساءة وعدم الأحسان بين الفرقاء او المتنافسين وانقطعت وسائل الاحتكام لركائز العدل بينهما فانهم يدخلون مرحلة الخصومة. وما يزيد قتامة الوضع هو ان البعض من الناس يوغل في التعبير عن ايذاءه للاخرين وسوء استخدام السلطة وظنا منه بدوام الحال له واستطالة السيطرة منه على الاخرين الى الابد.
عند سقوط ادوات الاقناع الفكري والمنطقي واضمحلال الأحسان فانه يقوم الطرف / الاطراف الاضعف في المعادلة باستخدام الاوات التالية:
ادوات النفاق hypocrisy لينافق صاحب القوى المتسلطة،
او التجاهل ignorance
او الاختباء والتواري وانقطاع الصلة او الانكفاء او العيش كجزيرة
الخنوع التام kowtong
الغموض المتعمد
التسطيح الذاتي المتعمد للامور
التحذلق pedantry
الانغماس في عيش التفاهة pettiness
تقمص العمق الزائف pseudo - profundity والسفسطائية او الرطانة
التبرير المستمر rationalization لتجاوز الازمة
المماحكة السلبية quibbling
الاغراق في العاطفية وخداع النفس
كسب قلوب الناس رحلة طويلة وهي رحلة توازن بين الاقناع العقلي والأحسان للانفس اامحيطة والمصداقية التامة في ذلك. ولعل من تصفح وثائقيات حرب فرنسا في فيتنام وبرنامج pacification ومن ثم وثائقيات حرب امربكا في فيتنام Winning hearts and minds. سيتعلم الكثير والمثير من الحقائق في مضماري الاقناع والأحسان لبني الانسان.
في عالمنا اليوم حيث تتعدد وسائل التواصل الاجتماعي فان ابناء الجيل الصاعد والسابق يتعرض بعضهم لـ حرب كسب القلوب والقناعات. ونرى ونسمع سباق الترويج للايدلوجيات عبر القنوات الفضائية والمراقع الالكترونية والندوات المختلفة. من الجميل جدا اعطاء جرعات توعوية من وسائل الاقناع وطرق التحليل النقدي لرفع مستوى المناعة لدى ابناء المجتمع الناضج من الايدلوجيات والممارسات الخاطئة او الخرافات المُلفقة زورا وبهتانا او التسويق المغلف الذكي الهادف لتصدع المجتمع.