آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

استقراء روح الوفاء وتوظيفها

المهندس أمير الصالح *

تدشين كل عام هجري او ميلادي هو مناسبة وفرصة سانحة لان يوظفها كلا منا في وضع الاهداف المراد تحقيقها او ترسيخ القيم التي نؤمن بها وارساء آليات لبلوغ الاهداف. في اليوم السابع من الشهر الهجري الاول، شهر محرم الحرام، من كل عام وعند المرور المتجدد بقراءة سيرة النبي والبيت النبوي، استحضر في نفسي عدة امور ومنها رمزية الاخاء ومشاعر الوفاء مع الاخوان البيلوجيين biological brothers وبعض الاخوان المعنويين «الاصدقاء الخُلص». استقرائي لمشاريع الاصلاح المنبعثة من هجرة النبي او نهضات الاصلاح التي قام بها حفيده وسبطه الامام الحسين تُسلط الضوء على اهمية الالتفاف حول اهل الوفاء والتضحية من الاخوان وتوطيد العلاقة الصادقة معهم. فالأمام علي بن ابي طالب اصدق مصاديق الوفاء لرسول الله والعباس امتداد لذلك الوفاء في حق اخيه الامام الحسين.

شخصيا اقف على توطيد العلاقة مع الاخوان والاصدقاء الاوفياء عبر زيارة مرتبة مسبقا او عقد اتصال هاتفي لهم او ارسال رسالة صوتية او عبر رسائل تطبيق واتس اب الالكتروني. في هذه السنة انتخبت ان ارسل نص الرسالة التالية عبر اثير الواتس آب وكان نصها:

‏ «عزيزي ”اخي / صديقي“

جميل أن تبقى قلوبنا على محبة واحترام وتواصل حتى وإن لم نرى بعضنا البعض والأجمل عندما ندعو لكم وتدعون لنا بالخير والسداد...

أسأل الله العلي القدير، أن يغمركم بالصحة والعافية ويرزقكم من واسع فضله ويبارك في يومكم، ويحفظكم من كل مكروه.

الداعي لكم في ظهر الغيب بالمزيد من الخير / أمير»

وكان التفاعل من المُستقبلين للرسالة جدا جميل ويرفع من شأن العلاقة الثنائية ويعزز روح الوفاء والمحبة والشفافية؛ وانتخبت ان اشارككم باحد النصوص التي استقبلتها والمعبرة عن كبير الاحترام؛ نص الرسالة:

«سلمك الله ايها العزيز الحبيب

والله اعلم كم لك مكانة في الروح والقلب والنفس

وهذه المكانة وليدة سنين ومواقف واحداث ولذلك فلها من القوة ما يحفظ علاقتنا على الود والحب والخير في السراء والضراء وفي الحضر والمغيب إن شاء الله تعالى

ولك مني عهد ايها العزيز الغالي ان تدوم هذه المحبة ما بقينا احياء وحتى لو فُقد احدنا ستضل هذه المكانة باقية، ان لم تكبر.

قد نحتاج ان نرعاها بعض الشيء احيانا من الشوائب مما يحدث حولنا سواء من الاخرين او مما يصدر منا.

فلذلك نحتاج ان نقف ونتصارح بين الحين والاخر حتى لا تبقى في النفوس اي اثار تعكر صفوة مودتنا.

قد اقول واتصرف من حيث لا اقصد وقد يسبب ذلك ما يشوب محبتنا.

وبالمقابل قد تتصرف بما يوحي انه يشوب محبتنا وقد افهمك خطئا،

فلو تركنا ذلك دون ايضاح فقد يترك شوائب فيما بيننا وقد تكبر وقد تدمر صفو علاقتنا.

لذلك وكما كنا نحتاج ان نقف بين الحين والاخر للمراجعة وتنظيف ما يشوب مودتنا. لا اقول لذلك لشيء في نفسي، بل لان لك مكانة كبيرة في حياتي.

ولا عندي استعداد ان اخسرك.

انت جزء من الماضي والحاضر

وجميل احترامك ومودتك ومصداقيتك ووفاءك تمتد بانا الى نهاية رحلة العمر. هذا كلام اقوله امام افراد عائلتي واهلي.

سلمت يداك على كلماتك الطيبة

وحفظك الله من كل سوء». انتهى نقل النص.

كم هو جميل ان تكتب وتعبر وتفعل الأدوات والوسائط الممكنة، بين الفينة والاخرى لتعزيز مشاعر الحب والاحترام والتقدير عن جميل مشاعرك لمن هم حولك، فحتما الكلمة الطيبة لها صدى جميل وعلى مدى بعيد وتعزز بناء المجتمع الناهض والواعي والبناء. وكم هو جميل ان نستنطق الاحداث التاربخية والعمل على توظيفها بشكل عملي بناء في حياتنا اليومية بالقدر المستطاع لمنع اي تفتيت او تهشيم للبناء الاجتماعي وافشال مشاريع الانشطارات والسعي لتحقيق اهداف الفلاح والصلاح.