آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

ملكية خاصة

سوزان آل حمود *

المرأة في هذه الحياة، هي: الجوهر واللبنة الأساسية....

ويتجلى دور المرأة الأساسي في بناء الأسرة ورعاية الأطفال وتربيتهم على الأخلاق الحميدة وعلى الدين الحنيف، ولن تتمكن المرأة من تأدية رسالتها بالأمومة والتربية إن لم تكن مهيأة نفسياً وتربوياً واجتماعياً لهذه المهمة المقدسة، ذلك أن دور المرأة في المنزل يتعدى دور العناية بالطعام واللباس وتنظيم أمور البيت، إلى مهمتها في إعداد أبنائها للانخراط في المجتمع والتعاطي والاندماج معه، من خلال قيامها بتزويد أطفالها بالمهارات الاجتماعية، وتعليمهم كيفية التعامل باحترام وتبين لهم دورهم في المجتمع، وحقهم في المشاركة الاجتماعية الصحيحة.

تعمل المرأة في مساندة الرجل والوقوف إلى جانبه يداً بيد، من أجل مواجهة الشدائد والتحديات في الحياة، وتحمل الصعوبات التي تواجههم في تربية الأطفال وتعليمهم وتأمين مطالبهم، وقد تعمل المرأة لتساهم في تخفيف العبء عن الرجل ومشاركته المسؤوليات.

من أهم ما ينبغي أن يدركه كل زوجٍ هو أن سعادته في الزواج تتوقف على سلوكياته في الحياة الزوجية، فإذا كنت شخصاً متزناً عاقلاً خالياً من العقد النفسية، مستقيماً على شرع الله تعالى، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة الزوجية بحذافيرها، وليس هناك أدني شك في أن من يتعامل مع الزوجة من منطلق إشعارها بالحنان قد نجح في فهمها صفاتها، واستطاع أن يستحصل منها أفضل ماعندها من صفات... وهو بهذا سينعم بكل ما تستطيع أن تعطيه الزوجة من اهتمام ورعاية، فالمرأة عطاء بلا حدود، بشرط أن نفهمها.

لا تفكّر في أن تأخذ من شريكتك السعادة فلن تعطيها ولا تفيدك إذا استطاعت أن تعطيها. بل فكِّر في أن تمنحها لها أولاً فتجدها عندك، «أعط لتأخذ» هذا هو أحد قوانين الحياة، وليس ملكية خاصة كما يفهمها البعض. قال سبحانه: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة..

ختاماً:

إن صلاح الأسرة طريق أمان الجماعة كلها، وهيهات أن يصلح مجتمع وهت فيه حبال الأسرة. كيف وقد امتن الله سبحانه بهذه النعمة... نعمة اجتماع الأسرة وتآلفها وترابطها فقال سبحانه: ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ

حياة الزوجين شراكة ومشاركة واختيار صحيح لكلا الزوجين. «الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ،

والأب رجل لن يكرره الزمن ابداً هو الأمان والحياة والسند لكل إبن او إبنة».

فرحم الله رجلاً محمود السيرة، طيب السريرة، سهلاً رفيقا، لينا رؤوفا، رحيما بأهله حازما في أمره، لايكلف شططا ولا يرهق عسرا، ولا يهمل في مسئولية.

ورحم الله امرأة لا تطلب غلطا ولا تكثر لغطا صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله.