آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 8:44 م

وقود الاصلاح الحسيني «28» الشهيد عمرو بن ضبيعة التميمي

حسين نوح المشامع

قال تعالى في سورة آل عمران: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ» 207. وفي سورة الحشر: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» 23. وقال الإمام الحسين : «من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا». [01] 

مازلنا مع أحد أصحاب الامام الحسين الذي اختفت أكثر تفاصيل سيرته عن منابرنا الحسينية، والذي استشهد في الحملة الاولى، مضحياً بنفسه في سبيل معتقده، مقدم روحه فداء لإمامه، رغم علمه أن الإمام مطلوب وحده، ولو ظفر به ما أبه بغيره. ونحن هنا نحاول تجميع سيرته المتناثرة هنا وهناك، بين صفحات التاريخ، ولو إنها زهيدة لا تشفي عطش الباحث والمحقق، وقد تكون كتبت بأيدي معادية لفكر الإمام الحسين . [01] 

ولا يخفى أنه أحد النماذج البشرية التي أصبحت شوكة في عيون الجائرين والمعتدين على حقوق المساكين، نموذج أوجد نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص، ظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين، يقض مضاجعهم على الدوام، وهذا النموذج قد أظهر هوية إنسانية جديدة، قدمها الحسين درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين. [01] 

وبين أيدينا هنا الجوهرة الثامنة والعشرين من هذه السلسلة المباركة، جوهرة التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، واستشهدت ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، وهي من جملة الأصحاب الغَيارى الذين دافعوا عن الحقّ، وُلبّوا نداءَ إمامهم سيّد شباب أهل الجنة، أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه وهي:

الاسم: عمرو بن ضبيعة التميمي

شباك الشهيد: ضريح شهداء كربلاء

هوية الشهيد:

عَمرو أو عمر بن ضَبيعة بن قيس بن ثَعلَبة الضبعي التيمي أو التميمي، أدرك النبي ﷺ، وكان فارساً مقداماً شجاعاً وله ذكر في المغازي والحروب. خرج مع ابن سعد، فلما رآه عازماً على قتال الإمام الحسين التحق مع آخرين بركب الإمام ابي عبدالله ، ونصره، [01]  وجاء أن عمرو بن ضبيعة كان فارساً شجاعاً واعياً من أهل الكوفة، وكان مع عمر بن سعد، فلمّا ردت شروط الإمام الحسين «عليه السّلام»، ومنعهم إيّاه من الرجوع، انتقل إلى الحسين «عليه السّلام»، [02]  وجاء انه من أصحاب الحسين ، رجال الشيخ. [03] 

استشهاده رضي الله عنه:

واستشهد يوم عاشوراء بعد ان برز في الحملة الأولى. [01]  وجاء انه استشهد بين يدي الحسين . [3] 

زيارته رضي الله عنه:

ورد اسمه في زيارة الشهداء، وخصص بالتسليم عليه. [01]  وورد اسمه في زيارة الناحية. [02]  ووقع التسليم عليه مع توصيفه بالضبيعي في زيارة الناحية المقدّسة. [03] 

وهنا تنتهي حلقتنا الثامنة والعشرون باستشهاد ”عمرو بن ضبيعة التميمي“ مناصراً لأبي الضيم وابو الأحرار ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، منقذاً نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، متجهاً إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.

[01]  «شبكة ويكي شيعة»

[02]  «التميميون من اصحاب الحسين - الشيخ عبدالهادي الطهمازي»

[03]  «مركز الامام الخوئي نيويورك»