آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

التطوع صفقة لا خاسر فيها

انغماسك في التطوع.. مساعدتك لهذا وذاك.. لا يعود نفعه على الغير فقط.. بل على نفسك أيضاً..

تعريف التطوع ببساطة محضة: «هو بذل مالي أو فكري أو نفسي تقدمه أنت عن رضا وقناعة بدون مقابل لخدمة مجتمعك» وأضيف عليه «لخدمة نفسك أيضاً»..

أذكر قصة كانت ترويها والدتي عن مدينة سكانها أشبه بقطع لوحة الشطرنج، كل فرد منهم يحاول محاولات مستميتة لإسقاط الآخر.. لا يعرفون روح التعاون أو معنى المشاركة.. الأنانية لديهم كوجبة يستمتعون بتناولها ليل نهار.

لم ترق حالتهم لأحد الغرباء فتطوع لصناعة وجبة كبيرة من الحساء تكفي جميع السكان..

أحضر قدراً كبيراً فارغاً فقط ودعا الجميع لتناول الوجبة..

انحنى على القدر ممثلاً التذوق.. رفع رأسه وقال بصوت عال «إنها باردة».. تطوع ثلاثة من الاشخاص وبسرعة لإحضار الحطب وإشعال النار..

مثّلَ التذوق مرة أخرى وقال «لذيدة إنما ينقصها بعض الماء».. تطوع آخر لإحضار ما يحتاجه من الماء..

وهكذا توالت احتياجات الحساء من خضار وغيرها وتوالو المتطوعين من سكان المدينة لتحضير الوجبة..

وما إن انتهى من التحضير حتى دعا الجميع للتذوق..

كان الجميع في بهجة عارمة.. مندهشين من روعة هذا الحساء..

ربما يكون ألذ حساء تذوقه سكان المدينة.. ليس لمكوناته فقط، بل لأنه مزج بروح المبادرة والتعاون والمشاركة..

والنتيجة.. أعضاء مجتمع واحد تجمعهم قيم وسلوكيات مشتركة، وأرواح متعاونة..

من تجربتي في عالم التطوع، مرت علي بعض اللحظات وعلى الكثير من المتطوعين أيضاً كنت أراجع نفسي وأتساءل عن النفع العائد لي من خسارة وقتي ومالي وجهدي في التطوع؟؟

التطوع يقدم لك لذة «الإنتماء» على طبق من ذهب

الانتماء للمجتمع.. شعورك بأنك فرد أكثر فاعلية، وصناعتك لقيم مشتركة نابعة من تقدير الذات..

التطوع خير محض... صفقة لا خاسر فيها..

التطوع سحر يخرجك من كارتون مربع الشكل إلى عالم واسع وآفاق جديدة..

يجعلك تصنع قصص إلهام، تغذي بها نفسك وشخصيتك ويومك..

في اللحظات التي أتطوع بها.. تجتاحني لذة عارمة كلذة طبق الحساء.. أشعر بتعب أقل..

مهما كانت المعوقات والظروف تجدها تتلاشى تماماً أمام انغماسك في الرضا الذاتي، والثقة، والروح الجديدة التي تكتسبها بعد التطوع.

وغالباً وجود شخص في مجتمع يفهم مخاوفك.. يسمعك.. هو مجتمع تقل فيه مخاوف المستقبل المجهول..

كأن الجميع يقول للجميع.. «أنا هنا وقت اللزوم»

اقتحم عالم التطوع.. انغمس فيه بكل ما أوتيت.. وعش سعيداً.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
Abdulkarim Ramadan
[ Saudi Arabia ]: 21 / 11 / 2019م - 9:21 ص
جميل العمل التطوعي لانه يمد يد العون للمحتاجين و المعوزين وهو عنوان التحضر و الحياة المشتركه بين المجتمع