آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

عابر سبيل

زكي الشعلة *

تمر الأيام والليالي والساعات على الإنسان وهو يتقلب من حال إلى حال، وينتقل من محطة إلى أخرى في حياته، فتارة تكون المحطة موقفاً بالحياة وانعطافاً لمسيرة حياته وتظل ذكرى جميلة أو حزينة في ذاكرته وعبرة له أو لغيره في مسيرة الحياة، وبعدها ينتقل إلى محطة أخرى في الحياة ويأخذ منها دروساً وعبراً ومواقفاً تجعله يكتسب الخبرات ويتعلم منها فنون الحياة وكيفية التعامل مع الأحداث إما استجابةً أو رفضاً لها.

كل إنسان على وجه البسيطة يتنفس من هواء الأرض له قصة في حياته أو قصص ومواقف كثيرة مرت عليه أو سيمر بها وهذه الأمور طبيعية في الحياة الإنسانية، وكل واحد منا تعرض أو يتعرض لمواقف مختلفة بالحياة ويتأثر بها مادام يعمل ويسعى في إعمار الأرض، ويقتات رزقه ويحقق أهدافه ويكون له ردة فعل انعكاسية على تلك المواقف الحياتية إما سلباً أو إيجاباً.

أحد الطلاب الصغار كان منتظماً في دراسته بالمرحلة الابتدائية وبعد انتقاله للمرحلة الجديدة المتوسطة بيئة تعليمية مختلفة، وكان الطالب متحمساً للدراسة والانتظام والتحصيل الدراسي، وفجأة امتنع من الذهاب للمدرسة مع الإصرار والخوف والبكاء بعدم الاستمرار بالدراسة والسبب كان أحد المعلمين هداه الله يتعامل مع طلابه بالقسوة والغضب والشدة لكي ينتظم الطلاب في دراستهم ظاناً بأن أسلوبه تربوي ومفيد للطلاب، وكانت ردة الفعل عكسية من قبل الطلاب حتى أصيب الطالب المذكور بالخوف والتبول اللاإرادي بسبب تصرفات غير محببة للتعليم، وترك المعلم موقفاً سلبياً للطالب تحرمه من مواصلة التعليم وتحطيم مستقبله، وسوف يتقاعد المعلم يوماً ما ويترك التعليم طواعية أو إجباراً فلنجعل لنا ذكراً طيباً في نفوس أبنائنا فسيذكروننا مستقبلاً بما صنعناه لهم، وهناك ولله الحمد الكثير من المعلمين فضلاء يحسنون التربية والتعليم والتأثير الطيب وهم قدوة حسنة لطلابهم وفقهم الله لكل خير.

كل هذه المحطات الحياتية لها وقت معين وتزول وتظل دروسها وآثارها وآلامها وشعورها حينما يتذكرها الإنسان ولتكن عابر سبيل فيها لتأخذ منها الفوائد بتحمل تبعاتها، فكل محنة وموقف يكسبك خبرة في الحياة وتظل في ذهنك ذكرى سواءً بالألم أو المتعة. وهناك الكثير من المواقف المختلفة والتي تعرفونها في الحياة الاجتماعية فيها العبر والمواعظ، فما أكثر العبر وأقل المعتبر.

سأذكر لكم موقفين لشخصين بالحياة أحدهما سلباً والأخر إيجاباً، وكلاهما اشتركا في محطة حياتية:

الموقف الأول وعلى لسانه يقول: كنت أقوم بتوصيل الطالبات للكلية وأنا كل يوم مبسوط بعملي المتواضع وفي وقت الانتظار أجلس مع أصحابي السائقين ونتحدث في أمور كثيرة من جوانب الحياة، وبعدها تكلم أحد السائقين عن الفحص الطبي الشامل بأنه مهم في أعمارنا بعد الخمسين سنة وعلينا الاحتراز والاهتمام بأنفسنا، وبالفعل في مساء ذلك اليوم ذهبت للمستشفى للتحليل الشامل وليتني لم أذهب، حيث كانت النتيجة غير مسرة ومتعبة نفسياً حيث كنت مريضاً من حيث لا أدري، فبدأت أفكر كثير وجاءني الهم والغم من النتائج الطبية المرضية، وانعزلت عن الناس، وقدمت استقالتي من العمل، حتى جلست في البيت مريضاً. وهذا التفكير سلبي تجاه المواقف وأزمات الحياة.

والموقف الإيجابي رغم الصعاب والتعب والمرض والأمل بالشفاء والعطاء كبير فعلى لسانها تقول: يومياتي مع الهلع في إحدى المرات وإحدى المعارك التي لا تنتهي مع الهلع والخوف الذي أصابني بعد ولادتي أصبحت أعاني من الأرق الشديد لا أستطيع النوم أبداً كنت طوال الليل خائفة وأعاني من تعب جسدي شديد لكن بمجرد أن تشرق الشمس يشرق معها أمل جديد وإيمان بالله وهو الرؤوف الرحيم بعباده فيرى ضعفي ويرى معاناتي وصراعاتي وحتما سيجبرني ويقويني ويجبر ضعفي فعندها أتنفس الصعداء وأتنفس الصباح والرحمات الإلهية وأقوم بواجباتي مع أطفالي والتزامات منزلي وأفراد أسرتي، وكأني لم أشقى بالأمس فأسرح شعر طفلتي وأنهي احتياجات أطفالي الصباحية من الترتيب والإفطار والاستعداد للمدرسة. وإيماني وأملي برب العالمين بأن هذه الأزمة ستنتهي يوماً ما وأكون طبيعية بحول الله وقوته.

أحبابنا سيروا.. سيروا نغدو إلى النهر الجميل...... أحبابنا سيروا.. سيروا نغدو إلى النهر الجميل

فكرك كالنهر الجميل يتدفق بالخير والأمل والحكمة والثقة بالله عز وجل والتوكل عليه في الأمور فكن عابر سبيل في محطات الحياة لتكسبك الخبرة والمنفعة وتزيدك حكمة وعلماً. دمتم بخير

سؤال التحدي الأسبوعي: صالح ساهم في اكتتاب أرامكو بمبلغ 5120 ريال وكان سعر السهم 32 ريال، كم عدد الأسهم؟

أ‌» 175 سهم ب» 160 سهم ج» 200 سهم د» 250 سهم

جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: 100 ريال.