آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

جزيرة تاروت تفقد رمزاً للأخلاق والعطاء النبيل

أحمد منصور الخرمدي *

إذا سطر المجتمع كلماته عن شخصية وأبدت الشرائح المجتمعية المحيطة، التحدث عن سيرة تلك الشخصية، العلمية والعملية وأفصحت عن عطاءه الفكري، وعن مشاركاته الخيرية والإنسانية في خدمة أهالي مجتمعه، وعن العديد من اسهاماته المادية والمعنوية في العمل التطوعي وقيامه بأعمال عظيمة في فعل الخير وبناء المجتمع الصالح والنافع لإمته ووطنه.

واذا ما تأكد هذا الحديث المتداول في النسيج الإجتماعي بكل أطيافه، وهو حقيقة واضحة كالشمس المشرقة وليس مجرد عاطفة من البشر إتجاه ذلك الشخص بعينه، ومتى أشير بالبنان إلى تلك المعلومة الواضحة بالتعبير الصادق الذي انبثق جذره وأصله من المجتمع فهو دليل على مدى الدرجه العالية من الوعي والثقافة التي يمتلكها ويتحلى بها أبناء ذلك المجتمع وفاءآ واخلاصآ لبني جلدته، وهي من الصفات الحميدة متى ما وجدت في مجتمع ما، ارتقت بالفرد وبالجماعة ونظمت التعامل بين الناس انفسهم في إعطاء كل ذي حق حقه بالأداء الحسن والكلمة الطيبة.

هذه الروح والقيم في المجتمع سوف تنتقل من جيل إلى آخر لتغرس المفاهيم الحسنة بين المجتمعات بحياة ذات بصيرة ووعي، تبقى أثارها متماسكة صلبة طول الأزمان.

الشيخ إبراهيم بن مهدي المحاسنةشخصيتنا في هذا الحديث رجل مؤمن من أهالينا بجزيرة تاروت هو الفقيد المرحوم الشيخ الفاضل الحاج إبراهيم بن مهدي المحاسنة والذي تميزت حياته رحمه الله بصفات ومآثر حميدة وعطايا فاضلة، أضاء الساحة التعليمية والتربوية، معلمًا ومدرسًا تربويًا، حصد العديد من الطلبة من ثمار عطائه وأصقل في الأجيال ابداعاتهم وتميزهم، أذ زرع فيهم حب العلم والإيمان والأخلاق الفاضلة والثقة بالنفس ومواهب جميلة رائعة، ولازم درب العطاء في الساحة الدينية الزاهرة، حيث كان صوتًا شجيًا مباركاً صدح بحب محمد وآله، وقارئاً للقرأن الكريم ومرشدآ دينيآ في فرائض الحج والعمرة وقارئ للأدعية المأثورة لشهر رمضان المبارك وخاصة ليالي القدر.

فقيدنا الراحل رسم خطآ ببصمات ثمينة وخدمات جليلة وقد كسب بأسلوبه المميز وحسن تعامله صدق محبة الناس واحترامهم مما كان له الأثر الواضح في حياته بالتفاف الناس حوله، وقد وضح في يوم مماته حيث احتشد الكثير من أهالي الجزيرة وأهالي المدن الأخرى من المحافظة لحضور مراسم التشييع ومن ثم مجالس العزاء.

وكان الراحل السعيد المؤمن الشيخ والمعلم نعم الرجل المعطاء المثابر والإنسان الخلوق والصادق، اسفنا لفقده، فهو علماً بارزاً، رمزاً للعطاء، ونحن لفقده الذي اسكته واسكنه الممات أصابنا جميعاً بالألم والحزن «وانا لله وانا اليه راجعون».