اللغة العربية... اللغة المعجزة قلباً وقالباً
توجت اللغة العربية كملكة لغات العالم فهي الأكثر تحدثاً ونطقاً من بين اللغات السامية وانتشارا بين لغات العالم. قال عنها ”أمير الشعراء“ أحمد شوقي في بيت شعر كتبه:
"إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً
جعل الجمال وسرّه في الضاد"
تتميز اللغة العربية بعدة مميزات ومن أهمها:
أنها لغة القرآن الكريم فهي اللغة التي اصطفاها الله تعالى من بين جميع اللغات لتكون لغة القرآن الكريم، وحفظها بحفظه فهي باقية ببقائه، خالدة بخلوده. ولغة الأحاديث النبوية الشريفة ولغة الإسلام، وهذا عمل على تعزيزها عند العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، ويكفيها فخراً أن لا يكون الإنسان مسلمًا إلا إذا نطَق الشهادتين بلغةٍ عربية إن استَطاع، وإلا كُتِبت له «الشهادتان» بحروف لغته الأصليَّة، ثم ينطق بها.
عرفت اللغة العربية بحرف من حروفها وسميت باسمه ألا وهو حرف ”الضاد“، إذ يعتبر من الحروف التي يصعب نطقها، ويواجه الأجانب الذين يتعلمون اللغة العربية صعوبات كثيرة في نطقه.
تتميز اللغة العربية بثراء مفرداتها وكثرة كلماتها وتنوعها، فبعد إحصاء مفردات لغتنا العربية، وكانت النتيجة مفاجأة مقارنة بعدد كلمات اللغات الأخرى. فبينما لا يتجاوز عدد مفردات اللغة الفرنسية 150 ألفا، والروسية 130 ألفا، والإنجليزية الأكثر انتشاراً عالمياً 600 ألف، وصل عدد مفردات اللغة العربية دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة، ما يعني 25 ضعف عدد مفردات اللغة الإنجليزية، وهذا بحد ذاته يفسر الكثير من الكلمات العربية التي تأثرت بها الحضارة الغربية ودخلت بقوة في أبجديات اللغات الأجنبية، لتؤكد أهمية اللغة العربية وقدرتها الكبيرة على التعبير والتأثير.
ولأن اللغة العربية من اللغات العريقة والتي تحمل تاريخ الحضارات القديمة لذلك اهتم العالم بنشرها والحفاظ عليها بين الشعوب والدول، فبدأ الاهتمام العالمي باللغة العربية يظهر منذ القرن العشرين للميلاد، وتم اعتماد اللغة العربية كثالث لغات العالم رسميا بعد الإنجليزية والفرنسية وذلك وفقا لما قررته منظمة اليونسكو، وتم اعتماد اللغة العربية كواحدة من لغات العالم التي تستخدم في المؤتمرات العالمية.
فيجب علينا أن نعرفَ أهميةَ هذه اللغة ومكانتها، وأنه لا غنى لنا عنها، كما يجب أن نعتزَّ بها، وعلينا أن نعلمَ أنَّ اللغةَ العربية بحرٌ لا يكفي السباحة فيها، بل أن نغوصَ في مكنونِها، ونستخرج منه المعاني الجميلة والبديعة لنستشعر جمال لغتنا وعظمتها.
