آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

خالتي الغالية وداعا

عبد الرزاق الكوي

من أصعب الأمور فراق من سكن القلب من تحبه ويحبك من تأنس بوجوده وتعلقت به كم هو صعب تحمله أنك تسير خطوات وأنت تودعه إلى مثواه لن تراه ثانية، الخالة أم محمد بن سعيد الصفار، ابنة الغالي المرحوم الوجيه الحاج علي بن رضي الصفار، ذهب والدها الجد أبو حسن علي وآلمنا فراقه وأتعبنا عدم وجوده معنا فقد كان الأب والمربي ذو الشخصية القوية والرأي السديد فقد عشت معه سنين طفولتي يعلمنا ويرشدنا ويحن علينا ذهب وبقى فقدانه مؤثر مع طول السنين، كان عزائنا في ما خلف من بنات وبنين، فكانت الخالة وأمي العزيزة أم محمد دائما تذكرتل شخصيتها الجد المرحوم عندنا ازورها وتأخذنا الأحاديث وتذكر الأيام فقد كانت ذو ذاكرة قوية تحدثنا بطيب أسلوبها وسمو أخلاقها وبشاشة صدرها، ونقوم مودعين ونحن مشتاقين للجلوس معها أكثر، واليوم تترجل ذات الخلق الرفيع البشوشة المفعمة بالإيجابية وهي افشد المرض ووهن الجسم، تجعلك تحتار فيما تكتب من الصفات الحميدة والقلب الطيب، اذا تأخرت عن زيارتها تقوم بالاتصال والسؤال اسمع كلماتها الآن في أذني «لا يكون زعلان ما تمرها خالتك، ترى عليك حق فأنا ارضعتك» فاليوم يالغالية أذرف الدموع ويعتصر القلب، لفراقك، فلقائك كان يدخل على القلب البهجة والسرور لا يخلو لقائم من تاريخ للعائلة ولا يمر بدون طرفة ولا حكمة، محبوب مجلسك وطيب كلامك وصافي قلبك،

فكما اعطيتي من حب بكبر هذا الحب يكون هذا الجرح بفراقك، ونذرف الدموع على رحيلك، تبقى يا خالتي وأمي الكلمات قاصرة ان تفي ما في قلبي من محبة لك، يا صاحبة المعشر الطيب والصفات الحميدة تدخلين على من تشرف بزيارتك البسمة وانت المريضة المتعبة المنهكة الجسم تنسي أوجاعك بدلا ان نواسيك في مرضك ونخفف عنك تعطينا الأمل بطيب حديثك وابتسامتك مهما طال الزمن سوف تكوني عالقة في الأذهان، تسألين عن الصغير والكبير فأنت كبيرة العائلة وكنت كبيرة في كل شيء، كان آخر لقاء لي معك وأنت على سرير المرض تتوسلين بفاطمة الزهراء ، فلن تخيب البتول الطاهرة ظنك وأنت خادمتها في مصابها ومصاب الائمة من ولدها، فهنيئا لك آخر كلماتك مناجاتك لسيدتك فاطمة .

فلو كتب عنك يالغالية بقدر ما اعطيتي من حب وأدخلتي البهجة على القلوب لطال المقال لكن يبقى لك الذكرة الطيبة في القلب، فأنت مع والدك الحاج ابو حسن علي وأخته المرحومة عمتك ام حميد من فقدناهم فكنت لنا السلوى من بعدهم، والقريبة من اطباعهم، ومن شخصيتهم وطيب معشرهم تذهبين عنا وعزائنا في ما خلفتي من بنات وبنين.

هذه حال الدنيا وفدتي على كريم راجيا من الله جلا وعلا ان يتغمد روحك الطاهرة بالرحمة والمغفرة ويحشرك مع من احببتي من اهل البيت ويكون مثواك الجنة يا أمي الغالية.

اللهم نوّر مرقدها. وَطيب مضجعها وآنس وحشتها.. ونفّس كربتها وَ قِها عذآب القبر.