آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

مخاطر ”الكورونا“ في حوار مع الإستشاري الهاني

جهات الإخبارية متابعة: سوزان الرمضان - إبراهيم الرمضان - انتصار الرشيد.

الكورونا المستجد ما الذي يميزه، كيف نتقيه وماعلاجه وهل له لقاح، وما استعدادت المملكة في الوقاية منه، هذه الأسئلة وغيرها تم طرحهاعلى إستشاري الأطفال والأمراض المعدية بمستشفى النساء والأطفال بالدمام د. حاتم الهاني، فإلى نص الحوار:

ما هو فيروس الكورونا المستجد، وبماذا يفرق عن فيروس الكورونا المعروف سابقاً؟

فيروس الكورونا ينتمي لمجموعة فيروسات تجمعها صفات معينة، وأي فايروس يأخذ ضمن تركيبه البيولوجي تلك الصفات يدخل ضمن هذه المجموعة. في بداية معرفة الكورونا ومنذ اول اكتشاف له بالستينات، وإلى اليوم استجدت ثلاث فيروسات من هذه النوعية: الاول بالصين، والثاني عندنا بالجزيرة العربية والمملكة، والثالث هو المستجد الان. وهناك فروقات في ”تركيبة الفيروسات“ الذي بالصين عن الذي بالمملكة وأيضا عن المجموعة الأولية المؤسسة للفيروس، ويستتبع تلك التغيرات ”طبيعة سلوك الفيروس“، والتي تختلف بالتالي آثارها على الإنسان.

ما الذي يجعل الفيروس مختلف عن غيره من الميكروبات كالبكتيريا ويصعب مطاردته وعلاجه ولقاحه؟

أي كائن حي آخر غير البيولوجيا الإنسانية لها تركيبات مختلفة فتصنيع الأدوية يعتمد على تركيب الكائن المستهدف وقدرة الإنسان على التعامل مع هذا الدواء واستجابته له، وفي حالة الطوارئ تتداخل عناصر الميكروب والزمن وآثاره، توفر خلفية سابقة عن الميكروب ووجود معرفة بسلوكه في البشر أو المختبر وفي التجربة واستجابته للعلاجات التي تصنع أو اللقاحات عناصر مهمة جداً، وهي مشكلة كبيرة في المستجدات من الأوبئة.

والذي يحدث الآن من مواجهة هذا الفيروس جزء كبير منها تنشأ عن معرفة سابقة بسلوك المشابهات إليه، وقد تكون في البداية متشابهة في السلوك، لكن في بداية أي مستجدات وبائية يتم التعامل معها بناءا على الخلفية السابقة للمشابهات لها في السلوك البيئي والمرضي، وقد يكون في هذا محدودية معرفية من جهة الشركات التي لديها قدرة على صناعة المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات واللقاح أو الأمصال التي بالأصل هي محدودة جداً وتكاد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، في مقابل الطلب وتغطية الإحتياج الدولي. ومن جهة أخرى موضوع تصنيع المضادات الحيوية للفيروسات والبكتيريات والفطريات تمثل تهديداً لمستقبل البشرية، فمنذ سنوات لم يتم إنتاج مجموعات جديدة، وانما جمع وتركيب مضادات جديدة مما هو موجود ضمن مجموعات قديمة بالأصل. وللأسف سيكون المستقبل صعب وربما أسوأ بكثير من الآن، إذا لم توجد حلول جذرية باكتشافات جديدة، وترشيد للاستخدام الأمثل للمضادات على مستوى العالم أجمع، وهو ما تتكاثف الجهود عليه اليوم.

أين توجد بؤرة فيروس الكورونا الأصلي هل في الإنسان أم الحيوان أم الإثنين، وما هي الحيوانات التي يتواجد بها الفيروس أكثر؟

لم يصل هذا إلى إثبات علمي حتى الآن، فعمر التفشي بالكاد يتجاوز شهر واحد، والدراسات الميدانية بدأت ويبدو أن هناك درجة كبيرة من الظن العلمي ان هذا الفيروس مصدره حيوان الخفاش او غيره من المصادر الحيوانية البرية او المائية، ويمكن الاستفادة من خلال معرفة الأجناس المشابهة للميكروب. في العصور القريبة مثّل انتقال الفيروس من الحيوان للإنسان مشكلة.

وكان لدينا حاجز عبر التاريخ سواء جنس أو نوع، والميكروبات المستوطنة في الحيوانات التي تعيش بجوار الإنسان مثل الطيور والحيوانات المختلفة مكروباتها الخاصة كانت تتعايش مع الإنسان وغير ممرضة، فالحيوانات في بيئات الانسان وخارج بيئته مثل البحر فيه مئات من الكائنات الحية وهي غير ممرضة، والسؤال الذي يثار الآن مالذي حدث لتتحول انفلونزا الخنازير والطيور والكورونا وأمثلة غيرها الى ممرضة؟ هذا تحدي كبير للعلماء الآن وهناك نظريات بدأت تطرح لكن لم تصل حد اليقين العلمي. ما الذي حدث؟ نعم نعلم أن هناك طفرات وإعادة تشكل تحدث لهذه الفيروسات المشتركة، لكن لم تشكل نظرية قوية لتفسيرها، وهناك محاولات في هذا الاطار في بعض البحوث ومعرفة هذا العنصر سيكون فتح كبير في الطب ان شاء الله.

إذا كانت بؤرة الفيروس هي الحيوان فهل يعيش الفيروس خارج بؤرته، وكم من الوقت من الممكن أن يعيش خارجها؟

المصدر الحيواني على ما يبدو هو المصدر والعائل الأول، ويعيش الفيروس خارج الكائن فترة بسيطة لا تتجاوز الساعات المحدودة. إلا انه يمكن ان ينتقل بملامسة الأسطح الملوثة خلال فترة حياة الفيروس فيها.

ما هي أعراض الإصابة بالفيروس وأي من أعضاء الجسم أكثر إصابة، ومتى بإمكاننا الشك أو التوقع بوجود الفيروس لا سمح اللهبأحد ما؟

تتراوح أعراض المرض من بسيطة جداً وحتى بدون أعراض، إلى شديدة جداً، وتظهر خلال ارتفاع درجة حرارة الجسم، مع كحة وضيق في النفس من يومين الى 14 يوم من التعرض لمصدر العدوى وتنتهي بالتهاب رئوي، وهناك أيضا أعراض الإسهال والجهاز الهضمي.

هل هناك فرق بالإصابة أو بحدتها بين الأطفال والكبار أو بين الحوامل أو من يحملون أمراض مزمنة أخرى؟

نستطيع القول أنه في هذا يشبه الأنماط الأخرى، وهو غير معروف بشكل كامل، وهناك أسئلة لا نعرف اجاباتها، حتى على مستوى الباحثين لا توجد اجابات شافية، وهذا له اسباب معقولة.

فيما يخص الاطفال ولسبب غير معروف ولعله من لطف الله الإصابات محدودة، والإصابات أغلبها في المتوسط 55 سنة، والرجال أكثر من النساء، وفي الحوامل أيضا قليل، وهنا نفس الأنماط القديمة من الكورونا تعطي نفس السلوك، ربما تكاثره أكثر في الحالات التي تعاني نقص المناعة وبالذات الفشل الكلوي أو من لديهم أمراض مزمنة كالسكري.

هل يوجد حالياً علاج أو لقاح لهذا الفيروس أو بالإمكان إيجاده قريبا؟

تم طرح علاج في الصين، وهي أدوية معروفة وليست جديدة، لكن كانت تستخدم لأمراض أخرى، وبدأوا بإعطاء بعض الحالات وأعطت آثار ايجابية، وما يزال الحكم مبكرا.

ما هي الترتيبات الوقائية التي من الممكن إتخاذها على مستوى الشخص العادي وعلى مستوى مسؤولي الصحة بالبلاد؟

أعتقد اصبح من المعروف ان هذا الفيروس لا ينتقل عن طريق البضائع، خاصة الشحن البحري والذي يتطلب عدة أشهر. ومعروف من خلال الفيروسات المشابهة أيضاً أنه لا يعيش فترة طويلة في المحيط، ويحتاج بيئة رطبة، ودرجة حرارة معتدلة، وبقائه خارج بيئة الانسان محدود، خاصة مع بعدنا عن البيئة الأولية للفيروس الجديد.

هل يتم التخلص من الفيروس بطبخ الحيوانات الحاضنة لها في حال أكلها؟

نعم درجة الحرارة المتوسطة تقضي على الفيروس، بين درجتي حرارة 60 - 70، ويتواجد الفيروس بشكل رئيسي في الجهاز التنفسي والمفرزات الأخرى، ونظريا يمكن ان يكون في الحليب، وعادة في اللحوم والتعامل معها يكون بالطبخ الجيد، وبهذه الطريقة يتم القضاء على الفيروس، ولم تسجل اي حالة انتقال فيروس عن طريق الأكل، وغالبا عن طريق المخالطة، ومفرزات الجهاز التنفسي بالخصوص.

أين تقف بلادنا تجاه هذا الوباء من ناحية الإستعدادات اللازمة لمكافحته؟

بالنسبة لاستعدادات المملكة فهناك تجربة كبيرة منذ عام 2012 في التعامل مع هذا الفيروس وسلوكه وتحديد مواطن الخطورة، وحصل تقدم كبير من جهة منع التفشيات، وطريقة التعامل معها أصبحت بالنسبة لنا معروفة، وهذا يعود للجهود المبذولة في هذا الاطار فالمملكة يتواجد بها خبراء كثر على المستوى العلمي والعملي.

ماذا يعني ان تعلن منظمة الأمم المتحدة بأن الوباء طاريء، ما الذي يترتب على ذلك؟

يعتبر الحالة المتوسطة، والآثار المترتبة على ذلك أن يرفعوا درجة وعي الناس والمنظمات الدولية بحجم الخطورة، طبعا لم يعلنوا وقف انتقال الأفراد والبضائع والرحلات، ولكن كثير من الدول بدأت مبادرات بإيقاف الحركة والطيران من وإلى الصين في تقرير يومي من منظمة الصحة العالمية والمنظمات العلمية الأخرى.

هل يمكن أن يكون الإنسان سببا اتفشي الفيروس عمدا لأي سبب سواء مخبري أو غيره؟

هذا الأمر غير معروف وغالب المطلعين يستبعدونه، إلا ان البعض يفترض وجود مثل هذه الحالات، وفي النتيجة التعامل سيكون واحد فقد وضعت الصين الخريطة الجينية للفيروس على الهواء للناس، وبالنتيجة شئنا التصديق أم لا فالتعامل معها سيكون واحد، ولا يغير من طبيعة المشكلة، الفيروس موجود ومعروف وفصائله سابقة ومعروفة، والكورونا ليس من الفيروسات التي تنطبق عليها المواصفات - حسب معرفتي طبعا - التي تستخدم في الحروب الجرثومية.

وصل عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في الصين إلى 12,000 حالة حسب احصائية هذا اليوم، وعدد الوفيات بلغ نحو 700 حسب آخر الإحصاءات، هل يستنتج من هذا أن غالبية الحالات ليست خطيرة وتتماثل للشفاء؟

نعم هذا مؤشر أشرنا له سابقاً فنسبة الإماتة من هذا الفيروس الحمد لله ضعيفة مقارنة بالأصناف السابقة لا تتجاوز 3%، بينما في سارس تتراوح بين 10% و12%، والذي بالجزيرة العربية تصل إلى 35% للأسف، نعم أكثر الحالات غير خطيرة وتخرج سريعا والحمد لله.

ما مدى صحة الزعم أن كورونا فايروس مسجل كبراءة إختراع عام 2015، وتم تصنيعه مثل العديد من الفايروسات اللتي تستخدم في الاسلحة البيولوجية، وأن نشر الهلع والوفيات في العالم وسيلة لجني الارباح بعد أن تبيع الشركة المصنعة للفايروس التطعيمات لجميع دول العالم؟

غير صحيح أن يسجل فيروس كبراءة اختراع، نعم في حال اكتشاف فيروس له إجراءات تسجيل باعتباره اكتشاف علمي، ولكن ليس بهذهالطريقة.

ماذا عن عموم الناس هل يستخدمون ”الماسك“ ليوم كامل مثلا او لمدة معينة؟

بخصوص استخدام الكمامات في البيئة الخارجية جيد، ولكن ضمن الاحتياج الواضح.

ماذا عن جهاز المناعة في الإنسان؟ أليس باستطاعته توليد مضادات لكل ما يستجد من الميكروبات والفيروسات؟

نعم المفروض أن الانسان قادر على مواجهة الميكروبات التي تدخل جسمه بحسب قدرته المناعية، لكن الذين لديهم عوامل نقص في المناعة كالكبار في السن او أمراض مزمنة او من يأخذوا مثبطات المناعة يجعلهم اكثر عرضة للتأثر.

لماذا هذا الفيروس بالذات معدٍ ومنتشر بطريقة سريعة وكبيرة جدا مقارنة بغيره؟

هذا الموضوع ليس خاص بهذا الفيروس، فكل الفيروسات الرئوية تنتقل بنفس الطريقة.

المصدر؛ مجموعة ”آراء وأصداء“ الثقافية.