آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

”كورونا“.. ”الله بالخير“

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

البارحة كنت أتابع برنامجا حواريا عن انتشار ”كورونا“ على محطة فرانس24، وكان أحدث الضيوف عالم أمراض معدية فرنسي تونسي، ويتضح عمق معرفته وسعة اطلاعه، وفوق ذلك اعتداده الكبير بالعلماء والأطباء السعوديين فيما يتصل بمكافحة ”كورونا“، فقد تحدث عاليا عن أبحاثهم وقدراتهم وخبرتهم. وبالقطع فالشهادة عندما تأتي من مختص خبير لها وزن وقيمة. وكما سبقت الإشارة هنا أن وزارة الصحة أنشأت مركزا لإدارة الكوارث الصحية، يتبع له 20 فرعا لاستقبال البلاغات المتعلقة بالأوبئة، وقد تابعنا تلقي الطواقم الطبية للقادمين من خارج المملكة عند المنافذ للكشف عن حالات الاشتباه، وكذلك اتخاذ إجراءات احترازية عديدة. ومن التأكيد على الأهمية المحورية للجهود التي تقوم بها الأجهزة الحكومية المشرفة على الشأن الصحي إجمالا بما في ذلك منظومتا الرعاية الصحية والشؤون البلدية والقروية، إلا أن هناك أدوارا لا بد من التنبه إليها، بما في ذلك إسهام جمعيات النفع العام بإطلاق حملات تطوعية للتوعية في أماكن التجمعات، بما في ذلك المجمعات التجارية والجامعات والمدارس على سبيل المثال لا الحصر.

وهزيمة فيروس ”كورونا“ مطلوبة في أكثر من صعيد، بما في ذلك على المستوى الشخصي، فالوقاية بإذن الله تتحقق باتباع تصرفات بسيطة، أما تركها فينطوي على قدر هائل من الاستهتار وعدم تقدير العواقب. فما التكلفة الحقيقية على أي أحد منا أن يغسل يديه بالصابون جيدا؟ وما الإجهاد إن عطس الواحد منا في منديل أو في كوعه؟ ولا بد هنا من التعريج على الاقتصاد في أخذ البعض ”بالأحضان“ والمصافح وملامسة الوجنات والخشوم. وبالتأكيد كل التقدير لعاداتنا، لكن الظروف تحكم والحرص واجب، ولا أرى مشكلة في اتباع طريقة إخوتنا في الخليج العربي التأشير من بعيد ”الله بالخير“.

والأمر جاد لا شك، ولا شك كذلك أن الحافظ الله سبحانه لكن علينا الأخذ بالأسباب، البارحة كنت في حديث مع طبيب متخصص في أمراض الشيخوخة، وبين تفاوت مستويات احتمال العدوى، ولعل العمر الفارق هو ال50، فمن هم فوق ال50 أكثر عرضة للعدوى، ما يعني أن علينا ملاحظة ذلك مع كبار السن، فمن البر بوالدينا أن نحرص على عدم إصابتهم بأذى، بأن نسعى إلى تعقيم أيدينا قبل السلام عليهم، حرصا على سلامتهم. هزيمة ”كورونا“ سهلة إن سادت روح الفريق والتحلي بالمسؤولية، انطلاقا من أن سلامة الجماعة هي الهدف الذي علينا أن ”نسجله“.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى