آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 4:33 م

د. محمد المحروس شكرا لك

أمين محمد الصفار *

أشعر بالامتنان لهذا الانسان المتفاني وبجهوده التطوعية في تسخير علمه وخلقه الفاضل في خدمة بني وطنه، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي عنوانها كورونا.

أن كل الظواهر المصاحبة لأزمة الكورونا والتي نشاهدها سواء صحية أو اقتصادية أو اجتماعية محلية أو دولية تحتاج لتفسير وتحليل وهي ليست بسيطة ولكن ربما الآن ليس وقت هذا أو ليس لدينا قدرة على التفسير الدقيق له حاليا واستخراج الدروس المستفادة، لأن هناك مساحة واسعة للاحتمالات والجدل لكن دون فائدة عملية الآن، والأهمية الآن هي في كيفية التعاطي للخروج من هذه الأزمة.

هناك تفسير اقتصادي لأحد المختصين يقول فيما معناه ”أنه بغض النظر عما يجري الآن، ان امريكا بحاجة لابطاء الاقتصاد العالمي كي تكبح التقدم أو التفوق الصيني“،

ونقول أنه بغض النظر عن كل هذه التفسيرات، في الأزمات يحتاج الإنسان اللجوء للاساسيات على قاعدة أنه ”حتى الكبير عندما يمشي على السور وهو غير مطمئن سيلجأ تلقائياً إلى الحبو بدلاً من المشي“، ولعل هذه القاعدة يمكن تطبيقها في كل شيء تقريب.

يهمني هنا أن ألفت النظر الآن إلى جانب مهم من أداء د. محمد المحروس وهو أنه بهذا الأداء المتوازن المعاكس للضجيج العالي هو يخاطر بسمعته المهنية والإنسانية ويسير عكس السير بسبب اعتماده مسطرة عدم التهويل وكذلك بدون التهوين الذي يخفي الحقائق، واراه أنه التزم بالاساسيات العلمية بعيداً عن كل الخل الإعلامي الذي يفسد عسل الحقيقة.

اعتقد ان لدى د. المحروس حس عال بالشعور بالمسؤولية ووفاءً لوطنه ووفاءً للقسم الذي اقسم عليه، فهو من خلال ما يقدمه للناس بحسب علمه وقناعته في هذه الأجواء غير العادية يخاطر بأشياء كثيرة عرضته للقدح وأكثر بالرغم من كلماته الدقيقة المختارة بعناية، والتي توحي أيضا بأنه يعي ذلك جيدة.

قناعتي أن د. المحروس وبسبب موقفه المهني الملتزم هو بحاجة إلي احتضان يحميه من الذين زايدوا أو سيزايدون عليه بمختلف الحجج، كي يظهر وينتشر ويتزايد ما ينفع الناس وليس ما يثير مخاوفهم ويثير حالة الهلع والتخوف المبالغ فيه تحت ذريعة الاحتياط الذي لا ضابط له ولا اول ولا أخر.

أردت أن أخص هذا الشكر والتقدير والعرفان للدكتور المحروس ليس باعتباره الحالة الوحيدة الفريدة في مجتمعنا، فلدينا على المستوى الاهلي إضافة للمؤسسات الرسمية والحمد لله طاقات كثيرة تُبلي بلاء حسنًا وكلها تستحق الشكر وأكثر ولكني ارتضيت التنويه بهذا الجهد الذي بذله أحدهم بشكل تطوعي كي لا يضيع في زحمة تلك الجهود التي يفخر بها الوطن ونحتاج أن ننوه بها فردًا فردا.