آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 6:58 ص

القطيف أمانة

ليلى الزاهر *

هناك على مقربة منك طبيبٌ يفضفض ، وحشد من الناس يغردون لينتهي بهم المطاف في مصْبٍ واحد وهو «لتبقَ في منزلك».

وبعدها تأتي الرسائل تباعا ينثر فيها الجميع عبارات مسلكها بين الجد والهزل . وتبقى القطيف أمانة بين أيدي أهلها.

‏بقلمي الساخر سوف أقول:

أثبتت جميع الدراسات أنّ الذين لايحبون البقاء في منازلهم يفترشون الشوارع الآن وأثبتت الدراسات نفسها أنهم سوف يندمون!

أما عشمي في شبابنا وأهلنا سوف يقول:

‏عندما يحمل الإنسان أسباب البقاء يحاصر الألم في زاوية ويجعله يجتر نفسه ، وعندما يرفض الإنسان البقاء تحت وصاية مرضٍ يبتغي الفتك به يحاربه بشراسة تضاهي ضراوته.

لذلك كان تضييق الخناق على هذا الوباء مطلبٌ إسلامي يحفظ النفس ويحافظ على الإنسانية ، وكان الحجْر المنزلي سبيلا لذلك .

كما أنّ تعليق كل خروج من المنزل يقلل الإصابة بهذا المرض إلى أن يختفي وجوده بإذن الله تعالى ، وهو طريق يصل بنا إلى السلامة منذ قرون عديدة .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها».

مما لاشك فيه أنّ تعليق السفر ، وإغلاق المساجد ، وإيقاف حفلات الزواج ، وإنشاء تعليم افتراضي أمور سوف تساعد في إبطاء عمل هذا الفايروس حتى الصيف القادم بإذن الله ، في الوقت الذي انتشر فيه بأكثر من مئة منطقة مما أمكن تصنيفه مؤخرا بجائحة عالمية .

وبنظرة خاطفة لإيطاليا سوف يداهمك الصمت الذي خيّم فوق أرجائها ، إذ استدعى الوباء حضورا رهيبا في معظم مناطقها التي كانت مقصد السيّاح لفترة قريبة فأحالها إلى مدينة أشباح يخشى سكانها مغادرة مخادعهم .

وعندما يكون هناك من يتحدّث عن الإرادة فهناك من يصنعها بخطوات تحارب هذا المرض وإخماد ثورته.

وحتى لاتكون النتائج صادمة يجب أن تكون الحرب مكثّفة والجهود متضافرة من جميع الناس أفرادا وجماعات .

لقد أثبت الإنسان قوته منذ أزمنة عديدة وسخّر الطبيعة ومجرياتها من أجل بقائه وكم من الأمراض التي استطاع الإنسان هزيمتها هزيمة ساحقة وإن بدت آثارها على وجوه بعض الأجداد كدليل راسخ على جبروت الإنسان وقوته.

‏ «إنّ فكرة دفْن الغراب غرابا آخر ليست متناقضة مع قوانين العقل»

‏وعندما يهتدي الغراب لدفن غراب آخر يعجز قابيل أن يفعل ذلك.

فهل يقف هذا المرض على بوابة عشْتار ، أو يُعانق حدائق بابل فتحُولان دون ذلك؟

وهل رحلته التي قطعها أشواطا عابرا القارات سوف تنتهي؟

أم أنها رحلة الألف ميل بدأت بخطوة وستواصل مسيرها؟

هذا يتوقف على فكر الإنسان الحديث ومنظومة تفكيره المبدعة .

«لقد ‫أهابت الصحة بالجميع التواصل مع مركز ”تواصل الصحة 937“ في حال الرغبة في أي استفسار يخص فيروس كورونا مشددة على أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات»

وتواصل إرسال رسالاتها النصية للحد والوقاية من انتشار تلك الجائحة العالمية «covid - 19» فلابد من الإنصات جيدا لوصاياها .

‏في عالمنا الإنساني الجميل عندما يكون خصمك مبدعا ، تَطاوَل أنت في الإبداع ولاتلتفت لوجوده ، لتبدو سامق الهامة والنجاح لايكون إلا لمن سكنت قلبه السكينة والهدوء .