آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

شتسوي هناك؟

المهندس أمير الصالح *

وضع صورة له وهو في بهو فندق خمسة نجوم في احد الدول المجاورة في قروب الواتس اب مع تعليق: أين تعتقدون هذه اللقطة؟ القروب يتكون من خليط من الأصدقاء المختلفين الأجيال والطبائع والآفاق.

بدأت التعليقات بأسئلة بسيطة.

- شتسوي هناك «ماذا تصنع هنالك»؟

- شعندك «ماذا تفعل»؟

- منهو مسافر معاك؟

- من اللي وراك في الصورة؟

والأسئلة تتقاطر دون الانتظار لجواب او رد من صاحب الصورة.

وفجأة اسقط احدهم سؤال انهالت من بعدة أسئلة كالسيل المنهمر مع تعليقات متعددة من أصدقاءه في القروب:

- لا يكون البلد الذي سافرت له عندهم فيروس كرونا وانت ما اخذت بالك؟

- هل فحصت روحك يوم رجعت البلد؟

- اسمح لنا ماراح نمر علبك الا اذا وريتنا شهادة طبية بخلوك من كرونا؟

- يقولون ان الدولة اللي كنت فيها عدد المصابين طفر إلى الضعف!

- يا اخي اما ان تروح للسلطات الصحية او راح ابلغ عنك

- الموضوع جد وما في مزح، لازم تروح وتفحص.

انصدم صاحب الصورة من الافتراضات والأسئلة المصاحبة لتلكم الافتراضات ونوع الاسئلة وكيل التهم له. كان في ذهنه ان يطرح الصورة ويبدأ نقل تجربته وانطباعاته الشخصية عن تطور عاصمة دولته «الرياض» وبالخصوص عندما كان مشاركا في احد المؤتمرات العلمية. مشاركته القروب بتلكم الصورة ليعرب عن انبهاره بمستوى الفنادق هنالك اضحى بعدها متأزم نفسيا. فاخذ يبين لهم تفاصيل الامر وكتب لهم شارحا كنت بعاصمة دولتي واعتذر لكم من ارسال الصورة، فكل ما افترضتموه غير صحيح.

فتدخل البعض: وقال شدعوة زعلت بهذه السرعة! كنا نريد ان نمزح معاك ونستفزك قليلا. وحلف صاحب الصورة باليمين المغلظة بانه لن يشارك باي صورة في القروب لا سيما في أوقات انتشار الطواعين والهواجس الصحية. وفجأة سمع صوت طرق باب غرفته وانتبه بانه كان مستغرقا في نوم عميق وان دوام العمل ملغى عنه وانه كان يحلم.