آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

كورونا.. البلدية

محمد أحمد التاروتي *

يمارس منسوبو بلدية القطيف دورا كبيرا، في التعامل مع انتشار فيروس كورونا، فهذا الجهاز الحكومي يعمل على مدار الساعة، في التعاطي الحدث بمسؤولية كبرى، وإحساس كبير، بضرورة التحرك في جميع الاتجاهات، للعمل جنبا الى جنب مع مختلف الأجهزة الحكومية، التي تعمل بكل طاقاتها للسيطرة على الوضع.

ظهر الجهد الجبار لجنود بلدية القطيف، منذ اللحظات الأولى لاعلان حالة الطوارئ، في مختلف الأجهزة الحكومية، لمواجهة فيروس كورونا، فالاجراءات الوقائية طالت مختلف الأنشطة التجارية، وكذلك الحدائق العامة، فضلا عن انتهاج سياسة منع التجمعات في الأماكن العامة، خصوصا وان فيروس كورونا يجد الفرصة سانحة، للتحرك بين الأشخاص في التجمعات الكبيرة، الامر الذي فرض اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحيلولة دون اتساع دائرة الإصابة بالمرض، بالإضافة لذلك فان الفرق التفتيشية تمارس دورها في الرقابي، للتأكد من الالتزام بالقرارات الاحترازية، في مختلف الأنشطة التجارية.

يتلمس المواطن تلك الجهود بشكل يومي، من خلال سلسلة الإجراءات المتخذة، بصورة سريعة، وتفاعل غير مسبوق مع الحدث الطارئ، فالظرف الراهن يستوجب سرعة اتخاذ القرار، ومحاولة التعامل بواقعية مع الخطر الداهم، خصوصا وان التراخي في اتخاذ الإجراءات الوقائية تكون اثاره السلبية على الجميع، فالفيروس يمتلك القدرة على الانتشار السريع، مما يفرض إيجاد القنوات المناسبة، لمنع اتساع دائرته في البيئة الاجتماعية، لاسيما وان الاثار التدميرية لفيروس كورونا على الاقتصاديات العالمية، ليست خافية على الجميع، مما يستدعي التفكير بطريقة عملية لانتهاج الاليات المناسبة، لمواكبة الحدث الكبير.

التفاعل الإيجابي مع قرارات بلدية القطيف، يمثل الوسيلة المثلى للانسجام مع الجهود الكبيرة، التي ظهرت جليا خلال الأيام الماضية، فالتذمر في الوقت الراهن لا يخدم الجميع، بقدر ما يجلب الويلات، والكوارث على الجميع، خصوصا وان صحة المواطن على المحك جراء تهديد فيروس كورونا، وبالتالي فان الرسالة الإيجابية لدى المواطن تمثل دافعا، ومحفزا للاستمرار في انتهاج الوسائل المناسبة، لتطويق المرض الخطير.

كلمة الشكر لابطال البلدية، ليست قادرة على التعبير عن الجهود الكبيرة المبذولة، فهناك الكثير من الاعمال الجبارة ليست ظاهرة للعيان، اذ يقوم جنود مجهولون بأداء ادوار كبيرة في المرحلة الراهنة، بهدف تجاوز الازمة الحالية، والعبور خلال وقت قصير الى شاطئ الأمان، مما يجنب المجتمع الكثير من الاضرار الصحية، لاسيما وان العالم يسجل حالات وفيات بشكل يومي، نظرا لاستفحال فيروس كورونا، والخروج عن السيطرة، وانهيار المنظومة الصحية في تلك الدول.

التجاوب السريع للمجتمع مع القرارات العديدة المتخذة في الأيام الماضية، تكشف حالة من الوعي الاجتماعي بخطورة الموقف، لاسيما وان الفترة الحالية تتطلب تكاتف الجهود، والوقوف صفا واحد خلف كافة الأجهزة الحكومية، التي تعمل على مدار الساعة، لاسيما وان بعض القرارات قد تتسبب في بعض الاثار الجانبية، ولكنها في النهاية تخدم المصلحة المشتركة، مما يستدعي مساندة هذه الخطوات بطريقة واعية، عوضا من استخدام النظرة السلبية في التعامل مع قرارات البلدية.

المجتمع مطالب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للترويج لسلسلة الإجراءات الوقائية، بهدف تعزيز ثقافة اجتماعية لتكون داعمة ومنسجمة، مع الخطط العديدة التي اتخذتها الدولة خلال الأسابيع الماضية، وبالتالي فان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال الرسالة الإيجابية مع إجراءات بلدية القطيف، يحقق الأهداف المرجوة، ويساعد في تسريع الخطط المرسومة، للانتصار على فيروس كورونا، فالجميع في مركب واحد في الحرب ضد فيروس كورونا في الفترة الراهنة، مما يتطلب العمل لحماية المركب من الغرق، عبر التعاطي بمسؤولية وطنية، مع الجهود الكبيرة المبذولة من البلدية حاليا.

بكلمة، فان المرحلة الحالية تتطلب تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها البلدية، باعتبارها جزء من المسؤولية الاجتماعية، تجاه هذه الفرق البطولية التي تمارس عملها بصمت واخلاص، من اجل انجاز مهمتها الوطنية للقضاء، على أسباب انتشار فيروس كورونا.

كاتب صحفي