آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

إدارة الوقت في زمن الحجر

فؤاد الحمود *

الوقت له دوره الكبير في حياة الإنسان من حيث كونه فرد أو مجتمع، وذلك لتحقيق الأهداف بشكل فعّال، وإدارة الوقت هي معرفة كيفية أداء المهام بالشكل المطلوب في زمن قياسي مع استخدام الوسائل بأفضل طرق لتحقيق الأهداف المرجوة.

أما الحجر الصحي فهو مفهوم يطبق على نطاق واسع قد يبدأ بإلزام الأفراد المصابين أو المشتبه بهم بمرض أو عدوى في محاجر صحية أو في منازلهم، أو قد يتم على مستوى أقليمي كحجر مناطق أو مدن تحاشياً لنقل المرض وغالبا يكون لمدة معينة يحددها أهل الاختصاص.

وقد ألجأتنا الظروف في مدينتنا الحبيبة القطيف إلى هذه الحالة التي نمر بها خلال الأسبوعين الفائتين مكملين الفترة القادمة مع عدم علمنا متى تنتهي.

كما يعبّر في علم الإدارة الحديث أنه لا يوجد مفهوم اسمه الفشل ولكن استعيض عنه بالفرصة.

فما هي الفرصة التي حصل عليها المجتمع وما الطرق المثمرة لاستغلال هذه الفرصة من تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات العامة والخاصة بإغلاق المحلات التجارية، والمجموعات، والاكتفاء على المهم منها لخدمة المجتمع؟!

في ظني أن من أهم تلك الوسائل للخروج من هذه التجربة هي فرصة إدارة الوقت؛ بذلك المفهوم الذي تم تعريفه من قبل المختصين بأنه: أداء مهام في وقت قياسي وبوسائل أفضل لتحقيق الأهداف المرجوة.

والمجتمع القطيفي خاصة عُرف بطرح الأفكار الرائدة والمبادرات على مستوى الأداء الجمعي، لكنّ المرحلة تحتاج إلى إعادة النظر في تصغير الدائرة إلى مجتمع صغير أسري أو حتى فردي يمكن للإنسان من خلاله خلق فرص كفيلة بتنمية ذاته.

ولعل هذا الحجر الصحي الذي مر علينا كفيل لإخراج تلك الطاقات الكامنة في أبناء القطيف وأنه قادر على المرور بسلام.

فالجهود المبذولة على مستوى الوضع الصحي والتثقيف عن طريق نشر الوسائط الالكترونية سواء الفتوغرافية أو الجرافيكة المتعددة المواهب وأهمية دور رجال الدين كل بحسب قدرته وامكاناته.

ولعلي أوفق لاستعراض بسيط يبعث على الأمل والتفاؤل بأن المجتمع القطيفي قادر على تخطي المرحلة بإدارة متميزة للوقت بمعنى الكلمة؛ فالمتأمل والراصد لبعض الظواهر سيجد المبادرات الكبيرة؛ وهنا من باب الذكر لا الحصر سأستعرض بعض المبادرات المجتمعية:

- مؤسسة لحوم تعرض البيع بسعر التكلفة

- ‏ المساهمة بدفع أجرة مواصلات الطلاب

- ‏إنشاء السوق الافتراضي «التسوق بالأنترنت»

- ‏تضامن وتعاضد مع الحالات المرضية من خلال فتح عيادة مرضى الوارفارين بالتنسيق مع مركز البابطين وارمكو وفتح عيادة الأورام، والصيدلية المتكاملة

- ‏ حملة «نبغاك سالم» لمجموعة من المطاعم في إيصال الطلبات بلا مقابل

- ‏ تقديم بعض الوجبات من بعض المطاعم والكافيهات للكوادر الصحية بلا مقابل

- ‏عدم مطالبة المستأجرين بدفع رسوم المرحلة

- ‏البث المباشر لأحياء مناسبات أهل البيت

- ‏النداءات التي تخرج من المختصين بأنها فترة يمكن الاستفادة منها في تنمية وتطوير الذات أو العلاقات الأسرية وإعادة ترتيب الأولويات، بل أن ظاهرة التوجه للدعاء والقرب من الله بدت واضحة المعالم من خلال النشرات والظواهر المختلفة التي تخرج من أبناء المجتمع.

كل ذلك مدعاة كما عبر أحد الإخوان أن نقدم الشكر لكورونا رغم أملنا وألمنا على بعض الحالات في العالم أن تتخطى المرحلة بسلام بتقليل الخسائر.

فعلى الجميع أن يعيد الأولويات والرؤى واستثمار الوقت لتحويله من ذلك الفشل إلى فرصة نرتقي بها والأيام حبلى وكفيلة لإظهار الطاقات الكامنة في الإنسان بسبب بعض الظروف القاهرة.

حمى الله البلاد والعباد من شر الأشرار وطوارق الليل والنهار وبصرّنا للأخذ بالأسباب للوصل إلى رب الأرباب بأيسر الطرق.