آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

احترام الطابور

زكي أبو السعود *

من التنظيمات الجديدة التي لم نعتاد عليها، وتزعج الجميع هو الوقوف في طوابير مراكز التسوق، فمع القرار بحصر عدد المتسوقين داخل مركز التسوق تجنباً للازدحام، تم اللجوء إلى تنظيم الدخول عبر الانتظار خارج المركز.

وقد يكون ذلك حل مناسب لتحقيق ذلك. ولكن مع الأسف الشديد أن ذلك لم يلغ الازدحام ولم يجعل المتسوقين بعيدين عن بعضهم البعض المسافة الكافية والتي ينصح بالالتزام بها تجنباً لانتقال العدوى عن طريق الهواء.

حينما تكون هناك عربات تسوق كافية وكل يمسك بعربته، فقد يفيد ذلك في خلق مسافة بين الواقفين في الطابور، أما حينما لا يتوفر ذلك، فمع الأسف تجد الناس لاصقة بعضها ببعض وكأن ذلك سيسرع من الدخول إلى مركز التسوق.

ولذا قد يكون من المهم لفت انتباه إدارات هذه المراكز على وضع لوحات إرشادية للمتسوقين تنصحهم بالإبقاء على مسافة كافية تحد من التزاحم. نقطة أخرى وهي أن مناطق الانتظار تتم في أماكن مكشوفة وغير مكيفة، فماذا سنعمل حينما ترتفع درجات الحرارة، هل سيتحمل الناس الوقوف لأكثر من نصف ساعة في ظل أجواءنا الحارة؟. وماذا عن كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا تسمح لهم ظروفهم الصحية بالوقوف لفترات طويلة؟ ألا يجب أن يكون هناك ترتيب خاص بهم؟.

جزء من طول الانتظار قد يكون ورائه سلوك بعض المتسوقين حينما يكونون في الداخل، وكأنهم في ظروف اعتيادية، وليست استثنائية. أتصور لو ان كل متسوق ذهب وهو محدد ما يريد شرائه ، وتوقف عن التجول داخل المركز ، فسيقلل ذلك من الوقت الذي يقضيه هناك ويخفف على الآخرين فترة انتظارهم في الخارج.

نحن الآن في أمس الحاجة لتعليم أنفسنا ثقافة احترام الطابور وتقدير ان هناك من سبقنا في الوقوف وهم أحق بالدخول قبلنا.

محاولة سبق الآخرين في المرافق العامة وعند إشارات المرور وما غير ذلك سلوك شاذ غير حضاري لدى البعض من أفراد المجتمع، وربما آن الأوان ليتعلموا أهمية احترام الطابور كسلوك فردي يخدم المجتمع. فالثمن قد يكون باهضا حينما نتجاهل عن عمد فوائد احترام الطابور للحفاظ على سلامتنا.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…