آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

مشاعر من وحي الأزمة «بعيدا عن كورونا»

علي الزاير *

كلنا رأينا كيف توحدت دول العالم قاطبة صفاً واحداً ضد انتشار فيروس كورونا الذي اجتاح العالم بلا هوادة وسقطت تحت ضرباته الموجعة أقوى الأنظمة الصحية العالمية وعصف ذلك الفيروس الغير مرئي بأقوى اقتصاديات العالم، مخلفاً وراءه آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من المصابين.

بين كل ذلك الموج العاتي ترتسم لوحة فنية من وطننا الغالي غنية بمحتواها وبما تحمله من معاني تتدفق حروفها فيّاضة في حب للوطن، وإخاء يترسخ بوجدان المواطن فعندما تمتزج مشاعر المحبة تتألق روعة وجمالاً بأبهى حلتها.

فكتب شاعر الجنوب الأستاذ موسى سعيد الزهراني أبيات مما نبض به قلبه وفاضت به مشاعره تجاه أهله وإخوانه بالقطيف فاستنهضت أبياته عديدا من شعراء القطيف وأدبائها شرارة أشعلت قرائحهم فقال:

وحصّنتُ البلاد بلطف ربي
من الداء المخيف وكل كربِ

فما ”سيهات“ إلا بعض عمري
فنعم القوم عائلتي وصحبي

وكم جئت القطيف العز أشكو
فكانوا بالوفاء؛ «حزام جنبي»

ولؤلؤة الصفاء، فتلك صفوى
فهم شرقُ البلاد وشرق قلبي

فرد عليه شاعر من القطيف الأستاذ ابوعمار:

بنو زهران يا أمجاد عرب
ويا فخر الرجولة بين صحبي

شهامتكم ملاذ الناس دوماً
إذا ما سار فيهمُ كل خطب

إذا عدت مفاخر كل قوم
فحُسن القوم أنتم بين شعبي

وزان تلك المشاعر أبيات الشاعر أمجد الفرج وأجاد بما حضنته أهدابه وما اكتحلت به عينه فوجه بوصلته لنجد العروبة وللحجاز:

مقامكُ يابلادي حضنًُ هدبي
وكل دياركْ حقول حول قلبي

فأنت   كجنةِ   الدنيا   حناناً
ونهرُ    كرامةٍ   بالحبِ عذبِ

فإن تكن القطيف  ملاذ أهلي
فإني لنجدٍ والحجاز أُدير حبي

وباحةٌ  خضراء  فيحاء وجدي
وحُب  ترابِها  امتزجت بِرحبي

تصافحت  البلاد  على   ودادٍ
زَهيٍ   مفعم   بالحبِ   قشبِ

اذا   ما   صابها   خطبٌ  مرير
وجدتُ  دِيارها  ولهى   بقربي

لأن   رجالها    أصحابُ    خيرٍ
تهادوا  من كريمِ الأصل نجبِ

أقمتُ  بالقطيف  شموخ حال
ومِن إخلاصكم  أعملت صلبي

تباركت    بلادي    إن     منها
رجالا    منهم    جاوزت  كربِ

وفيهم  نخوةٌ  صقلت  فؤادي
على    إيقاعها   وجهت  دربي

وأثرى تلك المشاعر أحمد الماجد:

أحبك يا قطيفُ و"قل أعوذُ
برب الناسِ" تسرح في المهبِ

أحبك يا قطيفُ لسانُ حالِ
النوارسِ وهي تكتبها بسربِ

ولا بأسًا عليكِ أيا فتاةً
من النخلاتِ واقفةً بقربي

خَطاكِ السوءُ، سوءٌ ثم غنَّى
تعافى الرملُ أغنيةً لشعبِ

واختتم ذلك السجال الشعري المتجذر بوطنيته، العاشق لتراب وطنه الأديب والشاعر السيد عدنان العوامي ردا على من أطلق تلك الشرارة فقال ردا على الاستاذ موسى الزهراني:

أخا زهرانَ، هاكَ شِغافُ خُلبي
ولا يكفي، فخذ كبدي، وقلبي

فلو لا الخوف أن يؤذيك شوقي
وجمر تلهُّفي، ولهيبُ حبي

سعيت إليك تشرق في وتيني
فوانيسُ الوفاء، تنير دربي

ولو بيدي ضممتك في عروقي
وبين جوانحي، ورسيس هُدْبي

ولو بيدي سعيت إليك عَدْوًا
أزغرد ب”الهلاهل”، أو ألبي

ولكني رهين جدار بيتي
فحسبك ما قضى الباري، وحسبي

وكان للإحساء حضورها بما أغدقت من باسقات عشقها لتوأم روحها القطيف فكتب الشاعر عباس العسكر من الاحساء تحية حب الى القطيف.. فقال:

هُنا «القطيفُ» فحيِّ ذُرْوَةَ المَجدِ
ولا غرابةَ أنْ حيَّا لها وجدي

ما بينَ أحيائِها قلبي يُحاولُ أنْ
يندَسَ ما بينَ طينِ الارضِ والوردِ

موالُها البحرُ لَمْ تتعبْ سواحِلُهُ
وأعذبُ اللَّحنِ في جزرٍ وفي مَدِّ

شوقاً إليها سَعى وجدي بما اختلجتْ
مشاعري ما اختَفَى منها وما أُبدي

إذا أتيتُ «القطيفَ» استشعرتْ فرحاً
روحي فَمَسكنُها في جنةِ الخُلدِ

فتيَّةً لَمْ تَزلْ، في حُبِّها افتُتِنَ ال
قلبُ الذي لا يَعي في غيرها سَعدي

جِئنا سلاماً «قطيفَ» الحُبِّ، من «هَجَرٍ»
فاستقبلينا هوىً في قُبلةَ الخَدِّ

فبادله ذلك الوجد الشاعر المتألق الاستاذ حسين الجامع فقال:

حياك..
يا بن النخيل الشم
من هجر
يا صفوة الروح في قرب
وفي بعد
،،،،
هي القطيف
تحيي نبضها ”هجرا“
باقات حب من التحنان
والود
،،،،
شاخ الزمان
وما زال الغرام فتى
كرابط من وثيق الحب ممتد
،،،،
حد البقاء
تعيش الخط.. توأمة
وليس يعرف هذا الحب
من حد
،،،،
يا واهب الحرف انفاسا
تفوح هوى
كما يفوح الشذا من باقة الورد
،،،،
طابت قوافيك يا عباس
يا ألقا
كأنها سورة في مصحف الند
،،،،
ذلك وجه أخر تتجلى فيه عظمة وطننا الغالي
بقادته،،،،
بأرضه وسمائه،،،،
بما اختلجته مشاعر ابنائه محبة سيكتب في صفحاته،،،،

دمتم بود