آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

كورونا والناصفة ... مرة أخرى

زكي أبو السعود *

أسعدني كثيرًا مبادرات عدد من الجمعيات الخيرية في محافظة القطيف بدعوة الأهالي للتبرع لصالح المتضررين من أهالينا جراء الحظر الصحي على القطيف، واراه يصب في الاقتراح الذي تقدمت به في مقالي المنشور في موقع جهينة قبل أسبوعينhttp://jehat.net/?act=artc&id=64235، والذي توقعت فيه باستمرار بقاء الحظر على المحافظة لفترة قد تتجاوز منتصف شهر شعبان. وقد جاء الأمر الملكي بمنع التجول من السابعة مساءا حتى السادسة صباحا لثلاثة أسابيع، يمتد حتى التاسع عشر من شهر شعبان، ليفرض على الجميع البقاء في منازلهم خلال ساعات منع التجول.

لهذا أصبح إحياء احتفال الناصفة بالطريقة التقليدية التي اعتاد أطفالنا على القيام به في مساء الرابع عشر من شعبان أمر غير ممكن. وحتى لو أردنا أن يكون الاحتفال في نهار يوم الناصفة كما كنا وأسلافنا يفعلون ذلك من قبل حينما كانت البيوت والأحياء متلاصقة بعضها ببعض، والأطفال يتجولون من بيت لآخر بيسر وأمان، دون مساعدة من الكبار، فلن يكون ذلك ممكناً لأسباب وقائية.

إذن علينا مواجهة الواقع وتقبل حقيقة عدم إمكانية إقامة احتفالات هذه المناسبة البهية لهذا العام بسبب ما تمر به البلاد والعالم اجمع من مخاطر انتشار وباء الكورونا.

إن البديل المقترح والمختلف عن الاحتفال التقليدي الذي اعتدنا عليه من توزيع المكسرات والحلويات على ”المناصفين“ هو أن تقوم كل أسرة - تسمح لها ظروفها المادية - بالتبرع بما هي عازمة على إنفاقه «كحد أدنى» إلى الجمعيات الخيرية في المحافظة لصالح الأسر المتضررة من هذه الأوضاع الطارئة.

لذا اناشد كافة الجمعيات الخيرية في القطيف بحث الناس مرة أخرى على تبني هذا الاقتراح قبل حلول النصف من شعبان، كما اناشد جميع الأهالي بقبول هذه الفكرة والإسراع في التبرع بما تجود به أنفسهم ، فذاك أقل ما نفعله كتعبير عن احتفالنا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، وفي نفس الوقت لتدعيم اواصر التكاتف المجتمعي الهادف للتخفيف عن الأسر المتضررة معاشياً من تبعات الحظر الصحي والالتزام بالبقاء في البيت، الذي لا نعلم حتى الآن متى سينتهي.؟

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…