آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

حصاد الحجر «1»

سوزان آل حمود *

البعد الرابع

هل هناك طريقة أسهل للعيش بدلاً من السباق على مدار اليوم مرددين كلمة ”معذرة!“ بلا تفكير؟! حين نرتكب خطأ أو حين نشعر بألم أفكارنا السلبية، إنه أمر يشبه نفخ إطار عجلات السيارة: فهل يمكننا اجتياز الطرق الوعرة بسهولة؟ وإن لم نتمكن من ذلك، فنحن نشبه السيارة ذات الإطارات الفارغة، لقد حان وقت الاستيقاظ والنهوض!

علينا بالتخلص من هذا عن طريق تأمل الذات... وهو برنامج عمل روحي، مع الرجاء بعدم الخلط بين هذا وبين العقيدة؛ لأن الاثنين. تشتمل الروحانية ببساطة على ذهن متفتح على احتمال أن هناك شيئًا أكثر من مجرد العالم المادي.

ولفهم الذات أكثر يمكن ممارسة تمرين التأمل يومياً، بحيث يتم خلاله متابعة الأفكار المتولدة في العقل بعيداً عن المبالغة في العواطف، يمكن للشخص أن يفهم ذاته عن طريق الإجابة على الأسئلة التالية: ”هل أنا شخص منطوٍ أم منفتح؟“، و”كيف يمكن أن أصف شخصيتي باستخدام خمس كلمات؟“ وهل أشعر بالارتياح أو عدم الارتياح عندما أتواجد في بيئة غير منظمة؟ ”، وما هي نقاط قوتي؟ وكيف أستخدمها لصالحي؟“، ومايميزني عن الآخرين؟

أنت الآن في موضع يمكنك فيه استكمال ما بدأت القيام به من التفكير فيما تفعل يومياَ ألا وهو، اتخاذ قرار تسليم الأنا الخاصة بك إلى قوى أعلى كما فهمتها، والتوصل إلى التسليم بأنك لست مركز الكون، أنت الآن في موضع تستطيع فيه القيام بذلك، وذلك لأنك أزلت العوائق التي تمنعك من التصرف على أساس ذلك القرار. الآن، حان الوقت لتعلم الأداة البسيطة والجبارة لتحافظ على ما وجدت، ألا وهو محاولة الاقتراب من القوى الأعلى الخاصة بك.

إننا نعيش، أنا وأنت، في كون ثلاثي الأبعاد. افترض أن هناك بعدًا آخر، حقيقيًا تمامًا، ولكنه خارج حدود تجربتنا الفكرية «الذاتية إلى حد كبير المعتادة. يطلق البعض عليه اسم البعد الرابع، والبعض الآخر يطلق عليه الحدس».

البعد الرابع للحياة: بدلاً من بناء أفكارنا على ما يمكننا الإمساك به خارجنا ثم محاولة جلبه إلى واقعنا، هيا نلقى نظرة على الأبعاد ونجرب التفكير بطريقة أخرى: من الداخل إلى الخارج. ومن دروس الفيزياء التي تعلمتها ستتذكر أن كل شيء في الكون يعمل على هذا النحو - فالجزيئات شبه الذرية والذرات والجزيئات هي التي تشكل الأشياء التي نراها ونلمسها. وإذا أراد باحث في المجال الطبي أن يجد دواءً لمرض ما، فهو ينتقل من مستوى الجسد إلى مكونات الخلية ليجد الإجابة.

وبنفس الطريقة، فكل شخص منا لديه مستويات، كنا نعمل من الداخل إلى الخارج. حيث ألقينا نظرة على غرائزنا الأساسية وعلى مشكلات الأنا ثم واصلنا رؤية مدى تأثير المشكلة على سلوكنا ثم أخذنا هذا الوعي إلى مستوى أعلى لنرى كيفية تفاعلنا مع الآخرين لنصحح الأشياء مع المجتمع.

بعبارة أخرى، من الداخل إلى الخارج مجددًا، لدينا بُعد مركزي. بُعد ”روحي“ وبعد ذلك لدينا غرائزنا، التي تشتمل على عواطفنا، ثم بعد ذلك لدينا بيئتنا المادية.

إذا فهمنا أن الحياة في حد ذاتها تبدأ من الداخل إلى الخارج، فلماذا إذن نحاول باستمرار تفسير الحياة من الخارج إلى الداخل؟

نحن نركز على ”الظواهر الخارجية“ على أمل أن هذا يجعلنا نشعر بأننا أفضل حالاً، هل سمعت من قبل عبارة_إنه يحيد عن الطريق الصحيح_ عندما يختل توازن ذلك البعد المركزي، فنحن نحاول أن نملأه بشيء ما - ”خواء الروح“ كما يطلق عليه. فنحن نحمل أنفسنا فوق طاقتها بحاجتنا إلى القبول وحاجاتنا إلى مصمم مشهور أو شريك حياة أو أيًّا ما كان، فإننا نلجأ إلى أي شيء يمكنه أن يملأ الفراغ والخواء الموجود في نقطة المركز الخاصة بنا. وهذا، كما تعرف جيدًا، مجرد حل مؤقت.

ختاما:

التأمل يعزز علاقاتي واذهب به إلى أعماق نفسي وهناك في داخل كياني اجد الجمال والقوة مع البعد الرابع لروحي الباعث للحياة، اجد صفات جوهرية نقية أصلية وكأنه القالب الاساسي لإنسانيتنا، فهل قررت البدء بالتأمل؟! لا تردد وابدأ الآن.