الأبطال شماعة الانتهازية
سؤال مهم عند الحديث عن هذه الظاهرة الاجتماعية: متى نشأت، وما هي بداياتها؟ وهل هي حديثة أم أنها ملازمة للإنسان منذ أيامه الأولى؟ ولا شك أن هذا الأمر بحاجة إلى تقصي واستعراض للتأريخ البشري لكي نتمكن من تحديد البدايات الأولى لبروز هذا الخلق وأثره في الحضارة البشرية، ولئن كان من الصعب تحديد البداية الفعلية لهذه الظاهرة إلا إن من المؤكد أن الانتهازية ليست مصطلحاً جديداً خاصاً بالمثقفين أو السياسيين المعاصرين ولكنها أسلوب ملازم لوجود الشر في النفس البشرية منذ القدم، كما لا يختص بها شعب دون غيره أو مجتمع دون آخر، ولكنها ظاهرة إنسانية ممقوتة عند جميع الأمم والثقافات.
الانتهازية هي السياسة والممارسة الواعية للاستفادة الأنانية من الظروف - مع الاهتمام الضئيل بالمبادئ أو العواقب التي ستعود على الآخرين، وأفعال الشخص الانتهازي هي أفعال نفعية تحركها بشكل أساسي دوافع المصلحة الشخصية وينطبق المصطلح على البشر والكائنات الحية والجماعات والمؤسسات والأساليب والسلوكيات والتوجهات وتمثل الانتهازية أو ”السلوك الانتهازي“ مفهومًا مهمًا في عدد من مجالات الدراسة، مثل الأحياء ونظرية الألعاب والأخلاقيات وعلم النفس وعلم الاجتماع والسياسة ولعل أقوى أوجه الانتهازية هي التوجهات الآخيرة لبعض رواد الأعمال واستغلال الظروف المحيطة التي تمر بها المنطقة تحت مظلة «شكر أبطال الصحة» واجب وطني وديني.
يمكن أن تمر المجتمعات بالعديد من الأزمات والمشكلات الاقتصادية والأمنية والسياسية، ومجتمعنا كسائر المجتمعات عانى من بعض الأزمات على اختلافها وتنوّعها، إلاَّ أنَّها جميعاً وجدت من يسعى متفانياً لمعالجتها وتجاوزها سريعاً، في وقت كان هناك من يتحين وقوعها لاستغلالها والمتاجرة بها بحثاً عن مكاسب مادية ومعنوية تخدم أهواءه وأطماعه، عبارة «متواجدون غدا في المستشفى» هيا تجسيد حقيقي لمصطلح التسويق الطفيلي وانتهازية بعض التجار للأحداث الحالية كمادة إعلانية وتسويقية يراد بها كسب أكبر عدد ممكن من المجتمع من خلال صور للممارسين الصحيين وهم يتسلمون الأطعمة المقدمة لهم ونشرها عبر جميع الوسائل الإعلامية المتاحة وهذا ما جعلني اقف موقف المشكك في النوايا فشماعة التكاتف الاجتماعي والواجبات الوطنية والدينية لا تحتاج ان يتم نشرها والتفاخر بها بهذا الشكل أمام الجميع.