آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

عندما يلعب عباس

فراس حسين الشواف *

يعاني عدد كبير من الآباء والأمهات من السلوك المزعج الذي يقوم به الطفل، من ناحية اعتماده على التخريب وعدم الحفاظ على الأشياء والأغراض المهمة في منزله أو في بيوت الآخرين ويمتد هذا السلوك إلى الصراخ والبكاء في أحيان كثيرة وعند حديثنا عن الطفل المزعج وسلوكه، فلا بد أن نعلم أنه هناك بالمقابل أبوين منزعجين ومزعجين احيانا كما ان من الوارد للغاية أن يعاني الأهل من مشكلة ما تتعلق بالسمات الشخصية للطفل ، كأن يكون مشاغبا أو كثير الدلال أو شديد الحساسية؛ وأكثر ما يضايق الآباء والأمهات أن يكون الطفل مزعجا عنيدا. ولابد أن نتفق أن الطفل المزعج لا يعاني أبدا من مرض نفسي أو اضطراب. وأغلب حالات الإزعاج التي يسببها الأطفال هي عبارة عن استجابة طبيعية لسلوكيات أخرى للآباء والأمهات. ومع زيادة ذكاء الطفل وعبقريته وإبداعه، يزداد تعبير الطفل عن نفسه بهذه الطريقة المزعجة لكل من حوله. وقد أكدت الدراسات أن الطفل يولد مبدعا بدرجة تصل إلى 100%، ومع مرور الزمن يبدأ مؤشر الإبداع عنده يتقلص ويتناقص؛ وذلك من خلال تصرفات من حوله. فإبداع الطفل يحتاج إلى بيئة حاضنة تطور منه وتحافظ عليه، وإلا يموت تماما. وكون الطفل يمتلك ما يسمى بالنظام السلوكي الإبداعي، فهو لديه ألف رد يحمي به ذاته ويدافع عنها ويعبر عن حاجاته.

لن استطرد كثيرا في سلوكيات الطفل وكيفية علاج المشكلة من الناحية النفسية وغيرها فهناك متخصصون لعلاج مثل هذه السلوكيات المزعجة والذي من الممكن الرجوع اليهم لأخذ المشورة اللازمة أو حتى الاستعانة بمراجع متخصصة لمعرفة التصرف الصحيح اتجاه الطفل المزعج وتقويم سلوكياته بالشكل المناسب ولكنني سوف أتحدث عن الطرف الآخر وهم الأب والأم وردود الأفعال والتي في رأيي هيا أكثر إزعاجا من الأطفال أنفسهم.

غالبا ما يلجأ الاباء إلى تجاهل سلوك طفلهم كأفضل وسيلة للتعامل مع العديد من المواقف ، من أجل إيصال رسالة إلى الطفل تفيد ان ما لايحتاج إليه هو الانتباه وأن أي محاولة لتكرار ذلك لاحقا ستؤدي إلى الاهمال، أيضا مثل الصراخ او البكاء في الشارع أو في السوق كلها أمور يستخدمها الطفل للفت الانتباه اذا ما شعر بالتجاهل من قبل الوالدين وبالأخص الأم لأنها بالنسبة للطفل هي رمز الامان والدفء ، إلا أنه لا يمكنك تجاهل بعض السلوكيات بشكل انتقائي ، فهناك بعض السلوكيات التي لا يمكنك تجاهلها ببساطة دون تدخل مناسب ، حيث انها تصبح في أي لحظة مشاكل حقيقية في المستقبل على الرغم من انها تبدو مشكلات سلوكية صغيرة بدون وزن ولكنها تتطلب التدخل لتصحيحها في اقرب وقت ممكن .

يعتمد مبدأ التجاهل على حاجة الطفل إلى جذب انتباه أولياء الأمور ، لذلك عندما لا يكون الاهتمام بهم أو أي اهتمام به سيكون له تأثير كبير عليهم ، وبالتأكيد سيغير سلوكهم مع العلم أن التجاهل لا ينبغي أن يكون للطفل نفسه ، ولكن على السلوك الذي أحضره. إن الطريقة التي تتجاهل بها سلوكيات الطفل المزعجة التي ترغب في تقليلها ، مثل البكاء والتشاجر مع أخيه والصراخ ، هي طريقة تقلل من إمكانية حدوث هذه السلوكيات ، لأنها تبين للطفل أن أفعاله المزعجة لا تجذب انتباهك. يجب استخدام هذه الطريقة بعد استخدام طريقة الاستبعاد المؤقتة ، والتي تؤكد سيطرتك الكاملة على الطفل والوضع ككل.

قد يتسأل القارئ الكريم عن سبب تسميتي للمقال ولكن شر البلية ما يضحك ، عباس شخصية طفل حقيقية أعاني منها من بداية الحجر الصحي رغم أن عباس يفصلني عنه جدار واحد لكن صراخه وبكائه يوميا وما يقابله من صراخ الأبوين وتذمر الخادمة وامتعاض الأخت المسكينة التي تحاول جاهدة إرضائه بدون فائدة جعلني اكتب هذا المقال فرفقا بنا عباس.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
حسناء
[ الدمام ]: 22 / 4 / 2020م - 7:36 م
مقال رائع استاذ فراس
وبالفعل نحن نحتاج إلى استشارات اسريه بين فترة واخرى حتى يتسنى لنا اكتشاف أطفالنا وحسن التعامل معهم
وهنيئا لعباس أصبح نجم مقالك الرائع
حسابات التواصل الاجتماعي:
تويتر: AlshawafFeras@
انستقرام : alshawaf_feras
سناب شات : feras-hussin
فيس بوك: Al-shawaf Feras