آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

في الإمتحان

عبد الرزاق الكوي

يشهد اليوم العالم بالإهتمام لما تقوم به المملكة في التعامل البناء والسير بخطوات رائدة على جميع الأصعدة المتعلقة بمكافحة وباء كورونا، فتتعامل برقي وتسهيل الأمور على المواطنين سمة هذا التعامل الذي يشعر به الجميع من مواطن ومقيم، فالمستشفيات تقوم بواجبها وكذالك الطواقم الطبية وجميع المستلزمات الضرورية لم تشتكي النقص.

فيما يكشف وباء كورونا عورات كثيرة في أرجاء العالم، في دول أعطت لنفسها الهالة العظيمة من القوة والسيطرة والتقدم على جميع الأصعدة، من اقتصادية ومكانة دولية، يشاهد العالم كيف تتخبط في ظل زائر لا يرى بالعين، وهي تملك أكبر المستشفيات المتطورة والمراكز البحثية المتقدمة، اليوم تغطي عجزها بإتهام دولة بسبب انتشار الوباء وتحملها المسؤولية وتطلب منها غلق أسواق بيع الحيوانات البرية، وتارة تقوم بإتهام منظمة الصحة العالمية وتخاذلها عن القيام بواجبها تجاه انتشار الوباء، كل ذلك من التغطية على الفشل الذريع في إدارة الأزمة والأولويات من مهم وأهم، حيث وضح إن الإنسان آخر الإهتمامات.

فالوباء انتشر في الصين بغته، وانتقل إلى بعض الدول بعد شهر تقريبا، فانتصرت الصين بإهتمامها بمواطنيها، وفشلت دول عظمى تدعي بمراعاة حقوق الإنسان رغم أن الوباء جاءها متأخرا من أجل إعطاءه الفرصة لتستعد إعلاميا قبل النظر من الناحية الصحية، فاليوم يخرج متحدث النتيجة في خبر تم السيطرة على الوباء، واليوم الثاني يبرز خبر إن المستشفيات تعاني النقص من أبسط المستلزمات الطبية.

الصين بعدد سكانها الكبير وكوبا المحاصرة، تبرز لتقدم للعالم نموذج حيا لإدارة الأزمات، تتخطى الوباء وتقوم بمساعدة الدول الموبؤة وترسل أطبائها لدول ما تسمى العظمى.

كوريا الجنوبية مثال آخر يقدم نموذج يقتدى به، لدولة تعمل بصدق وليس من أجل هالة إعلامية، عند انتقال وباء كورونا، استدع المسؤولين وكالة مكافحة الأمراض ورؤساء نحو 20 شركة متخصصة في الأدوية والمستلزمات الصحية، وأبلغتهم ضرورة تطوير أجهزة للكشف عن وباء كورونا، وبعد أسبوع كانت الأجهزة جاهزة للإستخدام من قبل الطواقم الطبية، مما ساعد في اكتشاف المزيد من الحالات وعزلهم، وهذا عكس بعض الدول تواجه نقص في أبسط الأمور وهي الكمامات، ودول أخرى تقوم بقرصنة بالإستيلاء على شحنات صحية لدول أخرى.

فالدول التي تحيط نفسها بهالة إعلامية تسقط في الإمتحان، وفي الإمتحان يكرم المرء أو يهان، فشعوب تلك الدول اليوم تهان في عدم وجود الإهتمام من قبل دولهم، وصل الحال للمفاضلة من يبقى على قيد الحياة ومن ينتقل إلى جوار ربه. المشكلة ان هذه الدول تصر على قيادة العالم فجاء وباء كورونا ليكشف المستور، إن بيت العنكبوت أوهن البيوت.

فالعالم يتسابق من أجل محاربة الوباء والخلاص من خطره على البشرية، وعالم آخر يتسابق في ملكية الدواء من أجل المكاسب المادية والإستغلال لمكاسب سياسية والضغط على الدول، ومنع وصول الدواء لدول اخرى، مما ينم عن الحالة الإنسانية في استغلال حتى الدواء في الضغط على الدول.

والمضحك المبكي دول تعاني من شح الوسائل الصحية لديها وتعاني من وباء كورونا لا تستطيع تغطية متطلبات شعبها تصرح بإستعدادها لتقديم المساعدات لدول اخرى، عندي دواء للناس ماعندي دواء لروحي، إذا كان هذا وضع الدول العظمى فما حال الدول الفقيرة التي كانت تعاني مسبقا من الضائقة الاقتصادية وتردي الوضع الصحي، فكثير من الدول مشغولة بحالها وتتراكم الأزمات على شعوب يقتلها الجوع ويحصد أرواحها الوباء.

فاليوم صواريخ العابرة للقارات والبوارج الحربية الحاملة للطائرات وأنظمة الإتصالات التي تعرف كل شاردة وواردة في العالم، كلها لا تقدم ولا تأخر في رد وباء عجزت عنه المختبرات في جميع أنحاء العالم، فقيمة العتاد العسكري يجعل كل فرد على الأرض أن يعيش حياة كريمة، لكن طمع الإنسان أوصل البشرية لهذا الحال.

فالإهتمام المتزايد عالميا بالوباء لأنه لا يصيب الفقير في أدغال أفريقيا ولا يحل ضيفا على دول ما تسمى العالم الثالث فقط، بل اليوم يهز أركان دول لا يسلم فيها كبير ولا صغير وصل الوباء لقيادات مهمة في كثير من الدول، حتى أصبح يأتي فيه الدعم من كوبا حيث أرسلت أطباءها إلى أوروبا.

فاليوم من كان يسعى لأن يكون الوصي على العالم وله السلطة العليا في أرجاء الأرض، يقف اليوم عاجزا بل يستولي على مساعدات أرسلت لدول اخرى، يقف متخبط كل يوم هو في حال.