آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

تهنئة وصلت مليارات البشر!

هل تعرف الرسالةَ الفريدة في التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك التي قرأها مليارات البشر، جيلاً بعد جيل؟ هي رسالة كتبت قبل عصور انتشارِ المطابع وقبل اختراع وسائل التواصلِ الحديثة ومع ذلك هي أشهر رسالةٍ على الإطلاق، لغتها وعباراتها ومفاهيمها تصلح لكافة ”الناس“.

هي رسالة أرسلها النبي محمد ﷺ قبل ألف وأربعمائة سنة للبشرية سالفها وحاضرها ومستقبلها في آخرِ جمعة من شهرِ شعبان. كتبها النبي ﷺ وذكر فيها أرفعَ المعاني الانسانية النبيلة بأجمل الألفاظ وأسمى العبارات وفي أحسنِ أسلوب. لابد أن كل مسلم على أقل تقدير قرأ أو سمع مقطعا منها، ومع ذلك تشرد التعابير من أذهاننا وأقلامنا حين نود كتابةَ رسالةٍ لصديق فنكتب عباراتٍ لا ترقى في المعاني ولا تسمو! فلماذا لا نقص ونلصق سطراً من هذه التهنئة البديعة؟

في هذه السنة اكتب لمن شئت وحمل رسائلكَ من الأشواقِ والحب ما لا تطيق. وتذكر أن باستطاعتك أن تطرز رسالتك بأجمل مما كتبتَ أنتَ أو نقلت عن غيرك. فهل يستطيع أحدٌ أن يعطيك ضمانا على تحقق مراد الرسالة والتوصيات التي تعمل بها في شهر رمضان سوى النبي محمد ﷺ؟ وهل لأحدٍ سواه أن يقول:

”أيها الناس: من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف فيه عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فريضة في مَا سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور“.

في هذه السنة لا تحتار، انسخ بعض العبارات من تهنئة النبي محمد ﷺ وارسلها، إذ فيها ما يصلح لشهر رمضان في كلِّ عام. وأنا أهديك هذا الجزء منها لأني لم أستطع أن أكتبَ من ذاتي ما يصلح في هذه المناسبة:

”أيها الناس إنه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب.

فاسألوا الله ربكم بنياتٍ صادقة وقلوبٍ طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فان الشقي كل الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومَساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم“.

مستشار أعلى هندسة بترول