آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

نعيم الروح

سوزان آل حمود *

‏داخل كلِّ إنسانٍ عالمٌ مسكونٌ بالكثير من الكائنات العمياء وأحياناً تثور هذه الكائناتحتى تطغى على السُّلطان الذي يحكمهم ”الأنا“ ‏وفي كل روح ألفُ روحٍ أخرى سجينة تُحَدِّق لتنتهز فرصة خروجها.

كل شيء في هذه الدنيا إما أن تتركُه أو يتركك! ”إلا الله“ إن أقبلت إليه أغناك، وإن ابتعدت ناداك.!

إذا رضي الله - تعالى - عن أحد عباده فأدخله جنته، كان ذلك أعظم فضلٍ ونعيمٍ قد غمرهطوال عمره، فإنّه من دخل الجنة كانت نهاية أحزانه وشقائه وفقره ومرضه وبأسه، وبدايةًلكلّ حياةٍ وسعادةٍ وصحةٍ وسرورٍ، لا ينقضي فينتهي، حيث قال النبيّ ﷺ في وصفغمسةٍ واحدةٍ في الجنة: «يؤتَى بأشدِّ النَّاسِ بؤساً في الدُّنيا من أَهلِ الجنَّةِ فيُصبَغُصبغةً في الجنَّةِ فيقالُ لهُ يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ بؤساً قطُّ هل مرَّ بِك شدَّةٌ قطُّ فيقولُ لا واللَّهِيا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قطُّ ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ»، وذلك لأنّه نسي جميع ما مرّ به من أحزانٍوشقاءٍ، عندما رأى الجنة ونعيمها وجمالها لحظةً واحدةً.

ستصل بإذن الله لنعيم الروح مادام العبد في طاعة الله وطاعةرسوله، تكون طاعة العبد لربه من خلال الالتزام بأوامره وتطبيقها، والاهتمام بشرع الله؛ وهذا ماحثّت عليه الآية الكريمة «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْتَسْمَعُونَ».

كما أن طاعة رسول الله في الأمور الدينيّة أمر واجب، بينما فيما يتعلّق بالأمور الدنيويّة؛ مثل وضع الخطط الحربيّة، وإدارة أمور القتال، وما إلى ذلك فيمكن اتخاذ الرّسول ﷺ قدوة وأسوة في ذلك، والاستفادة من المواقف النبويّة وفقاً للحاجة والحال والظروف.

نعيم الروح لا ينتهي لمن أطاع الله - تعالى - في الدنيا، وعرْض الجنة كعرْض السماواتوالأرض، وقد أعدَّ الله - تعالى - فيها الأشربة المطهّرة، والوِالدان المخلّدون، والحور العينللمؤمنين الذين أقبلوا على القرآن الكريم قراءةً وتدَبّراً، وعلى المساجد إعماراً، ولم يغفلواعن الإحسان إلى أهليهم وذويهم وعن إكرامهم. فطاعة الله طريق النجاة والوصول الىالنعيم السرمدي.

وختاماً، الجنة هي حلم كل إنسان مسلم يسكن في هذه الأرض؛ ‏ادع الله في يوم سرائك لعله يستجيب لك في يوم ضرائك.. وجد ب الدعاء بأن تستلذبنعيم الروح فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له.