آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

المرأة بين عشق التسوق ووهم السعادة

عباس سالم

التسوق في المتاجر والمجمعات هي الهواية التي تعشقها المرأة بكل جوارحها، وفي شتى مراحلها العمرية صغيرة كانت أم كبيرة، عكسها الرجل الذي يكرهها بكل خلاياه، لاسيما حينما يجد نفسه مضطرًا لدفع العديد من الفواتير المرهقة لجيبه، والتي ترى فيها المرأة أنه مقياسًا لمدى الحب الذي يكنَّه الرجل اليها.

النهم الشرائي لدى المرأة سواء بداعٍ أو بدون داعٍ، الذي يمثل ضغطًا رهيبًا على إمكانات جيوب أغلبية الرجال؛ لذلك كانت الحاجة الماسَّة إلى أن تتعلم المرأة ثقافة كيف تضبط نفسها أمام إغراءات العروض التجارية في المتاجر والمجمعات التجارية التي تجذبها، وكيف ترشد طلباتها وفق الإمكانات المتاحة، وكيف تكون ذات ثقافة وسطية في اختياراتها خصوصاً في وقتنا هذا في ظل التغيرات الاقتصادية التي سببتها جائحة وباء كورونا.

انتشار المتاجر والمولات التجارية اليوم زاد من حب المرأة للتسوق بكثرة بسبب أساليب الدعاية والترويج المبتكرة التي يستخدمونها الكثير من المتاجر، سواء عن طريق الفضائيات أو الإنترنت والصحف ومجلات التسوق، وكذلك كثرة الاستيراد من الخارج وبالخصوص من الصين الذي تغزوا منتجاتها البلاد بطريقة غير طبيعية، وزد عليه الطبيعة الخاصة بالمرأة المحبة دومًا لشراء كل جديد، كل ذلك جعل المرأة تفقد أي مقاومة أمام شغف التسوق، خاصة أنها مخلوق يتم التأثير عليه بشكل سريع وتتأثر بما حولها بكثرة.

في ظل جائحة وباء كورونا اليوم على الأمهات ألا ينجروا وراء رغباتهن في التسوق والاصطفاف طوابير على أبواب المتاجر في منظر غير حضاري ولا مسؤول عن مخاطر انتقال العدوى لهن وربما انتقاله لأولادهن أو بناتهن، فالجلوس في البيت أفضل وأسلم لهن في هذه الفترة العصيبة، وربما تصابي بالفيروس وقد تفقدي حياتك من أجل شراء ملابس أنتِ في غنى عنها وليس ضرورية وعندكم ما يكفيكم من الملابس والشنط والجزم لعدة سنوات، ما العيب في نظرك لو أن أبنائك أو بناتك في هذه الفترة لبسن اللباس العادي داخل البيت طالما أن الأمور تتجه إلى أن الاحتفال بالعيد قد يكون داخل البيوت هذا العام بدلاً من الشوارع والشواطيء والمنتزهات وغيرها؟.

اليوم في ظل هذه الجائحة على المرأة أن تعرف قبل أن تبادر بالذهاب إلى أماكن التسوق على اختلاف أنماطها، منها ألا تتوجه إلى السوق بغير حاجة ملحة، مع اختيار الوقت المناسب قليل الزحام، فضلاً عن الحرص على الخروج بالزي الشرعي، واختصار وقت بتحديد ما تريد شراءه في ورقة، حتى لا تنسى شيئًا من جهة، ومن جهة أخرى حتى لا تشتري أشياءً أخرى لا يحتاجها البيت فعليًا، وأن لا تركض وراء العروض مهما كانت مغرية طالما لست في حاجة إليها فعليًا، فلا تنساقي وراء الترويج والدعايات وتحفيز الصديقات، بل اجعلي لنفسك شخصية متميزة في الشراء والتسوق بحيث تراعين ما يناسبك ولا يتجاوز ميزانيتك.

ختاماً إن المرأة تشعر حينما تذهب للتسوق كأنما دخلت حديقة جميلة مليئة بالزهور التي عليها قطفها جميعًا دون تعب ولا ملل، فالنساء يشعرن بالاستمتاع والاسترخاء عند دخولهن في المتاجر والمجمعات التجارية للتسوق، وإن هَوَس الشراء والتسوق عند المرأة جعلها تأخذ صورة الثقافة المرضية، والتي جعلتها فريسة سهلة لوحش التسوق الذي يدوس بفواتيره المرهقة على جيوب الأزواج بكل قسوة.